قهوة الصباح/سعيد عقادي.
بداية ، ليعلم المتتبع المحترم لقهوة هذا الصباح أنني لست لا استقلالي و لا اشتراكي .. لا من الكتلة الديمقراطية و لا من الوفاق و لا من أحزاب البيئة أو التجديد و الإنصاف ، لا من أهل الوسط و لا حر طليق من الأحرار .. لا عيساوي و لا حنش أو أفعى و لا احلايقي خاوي ..
.. لا أخفيكم أنني شخصيا طلقت السياسة طلاقا بائنا منذ أبد بعيد بمجرد أن وصلت عمقها .. تيقنت من مجراها و مرساها و كرهت ممشاها ..
.. اؤكد للتأكيد ، على انه لا تربطني بالسياسة و لا بالسياسيين الحاليين و لو شعرة أو تماس .. بَيْنَنا بَرْزَخ وَحِجْر مَحْجُور و هذه قناعة من قناعاتي في هذا الزمن الميؤوس ..
.. ليست لي علاقة بهم .. اكره سماعهم .. لست مهتما بما يأتي أو يصدر عنهم و قد درست السياسة دراسة معمقة على الواقع ، تطبيقا و ليس نظريا و هذا أسمى التكوينات في رأي الجهابذة الأعلام الذي لا يضاهيه تكوين و لو استنبط من جامعة سانت اندروج أو كامبريدج أو أوكسفورد ..
.. أسردت هاته المقدمة حتى لا يقال أنني اعطف عن هذا أو أدافع عن ذاك أو أتملق لذلك أو أولائك ..
.. بكل صدق أتتبع رغما عني النقد اللاذع تجاه حكومة المسكين أخنوش .. أتأمل ذلك القيد المقيد به عبد اللطيف وهبي وشكيب بن موسى و نزار بركة و محمد مهدي بن سعيد و آخرون ….
.. ترى ، هل هؤلاء النقاد و كل من يتعقب خطوات هاته الحكومة ، لهم الحق كل الحق في ما ينتقدون و يقولون ؟ ..
.. هل أخنوش و وهبي و من يشكلون معهم الحكومة الحالية يستحقون ذاك اللوم و العتاب و تلك المؤاخذات ..؟ ..
.. هل زيادة الأسعار مثلا و غلاء المعيشة سببها الأصلي حكومة اخنوش بالخصوص؟ ..
.. هل وهبي و تصريحاته المزلزلة ناتجة عن تفكيره لوحده و فق مخطط خاص ؟ … هل السياسة العامة هي من وحي فقط حكومة اخنوش و أتباعه ؟ ..
.. هل فعلا حكومة أخنوش أسوأ حكومة مغربية على الإطلاق ؟ …
.. اسئلة و شبيهاتها أتعجب لمن يطرحها من المسؤولين و الصحفيين و لمستويات من يناقشونها و اتسائل ما هدفهم منها ؟ ..
.. شخصيا ، بكل صدق لا أحمل المسؤولية لا لأخنوش و لا لوهبي و لا لأي سياسي حالي و لا ارجع لهم و لو وقع ذرة مما يقع و ما نلمسه من فتور و تدهور و تراجع على الإطلاق …
.. فالتقلبات و التراجع و المشاكل المطروحة مسجلة في كل بقاع العالم دون تمييز أو تحديد … غلاء المعيشة و تزايد الأسعار ملموس في كل البلدان و لا من يجادل .. الديون لاصقة في جل دول العالم .. البطالة .. الفقر .. الاجرام .. و بخلاصة مشاكلنا هي مشاكل العالم بأسره في هذا الزمن البئيس …
.. أخنوش و وهبي و من معهم في الشريك ما هم إلا ضحايا سياسة عالمية لسنا ندري إلى أين تسير و الآتي مفجع و أليم …
.. ما أتعجب إليه أيضا اليوم ، هو انتقاد حكومة بنكيران من حين لآخر لحكومة أخنوش و كأنهم حققوا لنا المبتغى و كل ما كنا نبغ و نريد …
.. حكومة بنكيران راوغتنا ب قال الله و قال الرسول و بشعار الدين فهوت بنا إلى تلك الهوة و ذلك السحيق .. و ها هي حكومة أخنوش رغما عنها تحفر تلك الهوة و تحاول دفننا تحت ذلك السحيق و لا حول و لا قوة لهم في ما هو مسطر من طرف حكام و السياسة العالمية ..
.. لا حكومة اخنوش و لا قبله حكومة العثماني و ابن كيران في وسعهم ان يحيدوا عن السياسة العالمية .. سياسة التفاهة و العجز و التراجع و السعي نحو الفناء ….
المصدر : https://akadinews.com/?p=25856