خواطر في الطريق من عمان إلى أبوظبي ظبي .
عجيب امرنا ، و و الله لغريب مجتمعنا ..
فلولا إيماننا بالخالق عز و جل و الرضا بالقضاء و القدر . و لولا أن سيدنا محمد صلوات الله عليه و سلامه هو الأسوة الحسنة لنا لصعقنا و لتمردنا و لانفجرنا و لما رضينا بما يجري و يدور من حولنا .
.. ترى البعض من الرويبضة في مناصب عليا يتباهون و هم ممتعون ، يستظهرون عضلاتهم المرنة الهشة ، يعينون في مسؤوليات عظمى ، يأمرون و ينهون و يحكمون وهم لا يفرقون بين الألف و الزرواطة ..
.. نتأمل فيهم و هم بعيدون كل البعد عن الأخلاق العالية و المعاملات الطيبة الإسلامية. سلاحهم النفاق و الإنبطاح و تقبيل الأيادي و المرواغات و اللف و الدوران و التربص بالمصالح و التفنن في اقتناص المنافع و الفرص ..
نعم . كل هذا نلمسه و نعيشه ، و في مقابل هؤلاء هناك صنف مضاد ، كثيرا ما يمزق القلوب و يحز في النفوس .. هذه الفئة علت و تألقت و كسبت احترامها و تقديرها بمستواها التخصصي ، خدمت البلاد و العباد و أفادت اكثر مما استفادت ، فلزمت مكانها في مقهى أو في بيتها ، همشوها و عزلوها لانهم لن يتفاهموا مع مستوياتها العالية و عقلياتها النيرة..
.. لم ينل هؤلاء لا خيرا و لا اعترافا و لا من يسأل عنهم ، و هذا حاصل بكثرة في محيطنا .
.. لن اخصكم بالذكر في هذا الموضوع و انا على متن الطائرة من عمان الى ابو ظبي ، سوى عن الرياضة و عن كرة القدم المغربية .. عن محيطها و من هو عنترها أو زوروها و طرزاها .
.. الحمد لله عشنا مع رياضيين و مسيرين كبار من كل الأصناف. أين هم اليوم ؟ .. من يسأل عنهم ؟ .. من يزورهم أو يتفقد احوالهم ؟ .
.. على سبيل المثال لا الحصر ، تذكروا معي الجوهرة بن مبارك كيف مات و الظروف التي لقي فيها ربه .. قارنوا بينه و بين من يبرم اليوم عقده بالملايين و الملايين و يتقاضى شهريا الملايين زد عن كل هذا باقي الامتيازات الخرافية .!!؟؟
.. من يعترف و يسأل اليوم عن المعروفي صاحب الشعر الطويل و هو طريح الفراش ؟ .. من التفت الى بابا صاحب هدف إثيوبيا بأديسا ابابا الذي منحنا كأس إفريقيا الوحيدة عام 76 !؟ . و الشريف و بوجمعة و البوساتي احسن هداف الى اليوم وصديقيعبد العزيز أنيني ..و..و…و اللائحة طويلة و طويلة. من يعطف او يتفقد أو يترحم عن الكثير من النجوم الذين لقوا حتفهم في ظروف مؤسفة و الآخرون الذين يعانون من ويلات الحاجة و عدم الاعتراف حتى و لو انهم امتعونا و فرجونا ، و هذا جار في كل الرياضات و الفنون و الثقافة .
.. أعجب لبعضهم من لاعبي الثمانينات و ما بعدها لم يروقوا لي ولكثير من الخبراء ، لم يقدموا شيئا يثير الإعجاب ، و ان تصفحت في سجلهم و تتبعت خطواتهم رغم البلابلة و التطبيل كسبوا مناصب عليا و يتوصلون بتعويضات ، حاضرين في كل المناسبات ..
اللهم يا رب أحق الحق و لو كره الماكرون و لا شك انه عند ربنا نختصم .
المصدر : https://akadinews.com/?p=22313