قهوة الصباح/سعيد عقادي.
سألني بعض المبتدئين من لا زالوا على الفطرة .. من لم يغوصوا بعد في محيط اللوبيات و الغطرسة .. من ذوي النيات الحسنة الذين لم تهاجمهم بعد الشياطين في زمان المراوغة و صبغ الحق بالضلال و المنكر ، و العكس صحيح في زمن التفاهة …..
.. لماذا لا تحضر يا أخي الندوات الصحفية و الإجتماعات و المباريات و الحفلات ؟ ..
.. لماذا لا تقبل على مكان توافد المسؤولين و الشخصيات .. ؟ ..
.. لماذا تبتعد عن مجالس أهل التبندير .. المتخصصين في استظهار العضلات .. من يفرش صنطيحة الخمسين ظانا انه ميسي و بإمكانه مراوغة الجميع ..؟ ..
.. لماذا لا تتقرب من فلان و فرتلان و هو يبحث عنك من أجل نقاش و معرفة رأيك في أم كتابهم الملفوف في القوالب و في المكر و في التضليل و التدويخ و سير و سير ، نسوا من قبل و من بعد بأن العاقبة فقط للمتقين .. ؟ ..
.. سألوني كم من مرة ، لماذا من غطاك بظل ردمته تحت صخر و رماد و لا تبالي ، مفضلا فقط راحة البال ، و الهنا سبق الغنى كما قال الأجداد ..؟ …
.. بالطبع ، الأجوبة غامضة أمام أهل هذا الزمان ، لكن لو سألت الخلف لأجاب بسرعة بجواب الزاوية التسعين في الدقيقة التسعين و لأنهى الحديث بقناعة كاملة تريح العباد و الأذهان ..
.. فهل ما يدور و يجري اليوم هو ما عشناه في ذلك الماضي البعيد السعيد ؟ ..
.. هل صحافة اليوم التعيسة هي صحافة تلك الفترة الزاهية ؟ ..
.. هل عدد الصحفيين وقتها هو عدد اليوم ، و لا تسألني عن الفرق الشاسع في الأدبيات و المردود و الكفاءات و حسن الأخلاق و في المعاملات ؟ ..
.. في أول فوز للرجاء ببطولة المغرب كنا ثلاثة صحفيين حاضرين ممن التلفوا حول المرحوم كابريطا .. عقادي سعيد ، محمد ابو السهل و سعيد قاسمي كما تثبت الصورة ، و ذلك دون ضجيج أو بروتوكول أو سد منيع او اعتماد و لا سيدي بوزكري ..
..حاورناه دون كاميرات و دون أبواق و ميكروفونات معتمدين فقط على الكفاءات ..
.. سجلنا دمغيا و نقلنا ذلك على صفحات جرائدنا بلغة سليمة مركزة هادفة و استفاد من استفاد ..
.. في الصورة الأخرى الأخ بوشعيب النعامي و سعيد عقادي و محمد ابو السهل رفقة المنتخب الوطني قبيل الذهاب إلى أدغال افريقيا .. إنه منتخب الكبار .. منتخب الرجولة الحقة في رأينا و لا جدال …
.. تعفنت و هزلت .. تبعثرت أوراقها و قد صفرت وجفت و ذبلت ..
.. لا احد اصبحنا نثق فيه و ننتظر منه أن يفيدنا .. نعم ، لا في اي اجتماع أو محاضرة أو ندوة ..
.. تركنا المجال للرويبضة .. لتسابقهم نحو الماديات و الشهرة و الغطرسة .. لمن رفعوا قدرهم دون سند موضوعي و النتائج فيها كامل الأدلة ..
و نحن ننتظر التقويم و التصحيح و وضع المهنة على السكة الصحيحة لا بأس من أن نعرف بالرويبضة كما عرفهم خير البشريةفي الحديث الشريف الآتي :
عن أنس بن مالك وأبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3650 | خلاصة .
.. سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ …
المصدر : https://akadinews.com/?p=26334