قهوة الصباح/ سعيد عقادي.
.. سألوني عن حكومتنا الحالية ما رأيك عنها ؟ ..
.. لم أتردد هنيهة ..
.. ردي سريع كومضة برق داخل سحابة كثيفة .. بوطنية و بصدق و بكل صراحة.
.. هي الأسوأ مما شاهدت في حياتي ، أراها أقبح من الحكومة السابقة التي كان يرأسها حزب العدالة و التنمية ، و ثقوا بي أنها ستكون أيضا أفضل بكثير من الحكومات القادمة ..
.. حكومات كلها حسب رأيي و قناعاتي في خط سقوط حر نحو الهاوية ، و القافلة تسير لا خوف عليها ..
.. ليسوا بكل تأكيد في مستوى طموحاتنا و آمالنا و أمانينا ، و صدق الرسول محمد عليه الصلاة و السلام الذي لا ينطق عن الهوى : ” لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه ” …
.. سلطتنا التنفيذية هاته ، من تشكلتها و تصريحات وتدخلات و تفاعلات وزراء فيها مع مواقف متنوعة ، زد عن هذا ، مكونات السلطة التشريعة و ما يسجل عنها باستمرار من تدني لمستوياتها ، يأتيك الحكم سريعا ، صريحا ، واضحا دون أن تجهد نفسك أو تصطدم بالعارضة..
.. تقبلوا رأيي يا إخوة ، فهاته هي الحقيقة المرة حسب قناعتي و مستواي و تجاربي و سني ..
.. من موقعي كمواطن حر ، كصحفي مهني ، ككاهل في 100متر مستوية الأخيرة ، أومن بأن المستوى هابط جدا ، لا يشرفنا بتاتا .. أعتبره بصراحة أنا و جميع من هم من جيلي ، مخفقا فاشلا باهتا ..
.. أتدرون لماذا ؟ ..
ببساطة ، لأننا عشنا في الستينات و في السبعينات و في الثمانينات و حتى في التسعينات مع حكومات وبرلمانات من ذلك المستوى الرفيع مقارنة مع ما عشناه و نعيشه في السنوات الأخيرة ..
.. التاريخ يشهد ، عايشنا شخصيات وازنة ، كفاءات متميزة ، لا في تدخلاتها أو في معاملاتها و أخلاقها ، في تصرفاتها و مردودها ، و رحم الله منهم من فقدناه و غادرنا ، و الله يطيل في عمر من لايزال حيا يرزق بيننا …
.. أين موطن الداء فقد عجزت عن إيجاده ؟ .. لم وصلنا إلى كل هذه الدرجة ؟ ..
.. هل كان من السلف الصالح من كان يقوى على مخاطبة جلالة الملك نصره الله ب شغلو هذاك أو حتى يحدق فيه بعينيه يا إخوة ؟ .
.. هل سبق لأحد منهم أن ارتكب خطأ و بقي على كرسيه رغم أنف جل عباد هاته الأمة يا سادة .. !؟ .. هل ؟ و هل؟ و هل ؟ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم …
.. ما أخشاه ، هو أن تتسبب حكومتنا الحالية في ما لا نبغيه أو نرتضيه لبلادنا ..
.. الصراعات التافهة المسجلة ، و التصريحات المؤثرة المهيجة المسجلة ، و التصرفات التي تصدر من مسؤولين كبار في السلطتين لا التنفيذية و لا التشريعية بإمكانها و دائما حسب رأيي أن تخلق قنابل مفاجئة !! ..
.. لست مع هذا الحزب أو تلك القوة المؤثرة الضاغطة .. لا مع هذا الوزير أو ذاك البرلماني أو تلك المجموعة .. إنما هي الروح الوطنية التي تدفعنا لطرح أفكارنا و آرائنا في إطار التذكير و التنبيه و الإشارة حتى نتجنب الطرق الشائكة ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=29937