قهوة هذا الصباح/ سعيد عقادي .
هل سبق لك اخي الفاضل اختي الفاضلة ان سمعت بالحديث الشريف الذي صححه الألباني في ” صحيح أبي داوود ” حيث روي عن الرسول ص أنه قَالَ : سيأتي زمان ، (الْزَمْ بَيْتَكَ، و امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ)..
.. ارجوك اخي اختي أولا ان تقرأ هذا الحديث مرة و مرتين و ثلاثة .. أن تتمعن في مدلولاته و في حكمه و مراميه ..
.. بمعاشرة و لو سطحية مع هذا القوم ، و الإطلاع و لو على جزء يسير من ظروف عيشه و معاملاته و تحركاته و سكناته ، تقول بسرعة صدق محمد ص .. صائب ما نطق به هذا الرسول الأكرم .. لم ينطق عن الهوى صلوات الله عليه و سلامه و قد وصفه عز و علا قبلي و قبلك من سبع سماوات بالصادق الأمين ولا أدنى شك او ذرة ريب في هذا …
.. بمجرد إلقائي نظرة موجزة هذا الصباح عن منشورات بوسائل التواصل الإجتماعي ، كرهت و الله أن اكتب مقالي المعتاد ، قهوة هذا الصباح ..
.. شعرت بالحقل المغناطيسي يسلب الهاتف من يدي .. يغلق فكري و يجردني من رغبة الكتابة التي صاحبتني طيلة حياتي ..
.. كرهت القوم .. كرهت الكتابة .. كرهت مجال الصحافة و الإعلام ،
و كرهت الرويبضة ..
.. كرهت و سئمت وسائل التواصل الإجتماعي التي فتحت الأبواب عن مصراعيها ، حيث ساوت بين الصالح و الطالح .. اصبح العالم العارف كالجاهل المغفل الوقح ..
.. عالم النشر و الإعلام و الصحافة في المغرب اصبح بكل صدق مكدرا عكرا ثافلا لا يميز فيه بين المنحط التافه الضعيف و بين الصحفي المتمكن الناضج المفيد و القافلة تسير لا من يغير المنكر .. تسير قافلتهم سيرا متعثرا ، اراها لن تصطدم سوى بأقوى جبل في العالم ايفرست و ما العبرة إلا بالخواتم .
.. الكل اصبح صحفيا و يا لها من طامة كبرى .. الكل اصبح يفتي ، يحلل و يناقش و يا لها من كارثة أضخم و أرقى ..
.. خلال فترتي القصيرة بالكوت ديفوار سئمت نفسي ، كرهت الصحافة و الإعلام لما لامسته و شاهدته ، مم تيقنت منه و صدر من زملاء لارتباطنا جميعا بمهنة واحدة .. مهنة ننتمي اليها كلنا و الفرق شاسع بين الزملاء كفاءة و أخلاقا و سنا و نضجا و قدرا . و إلى اين نسير و اين يراد لنا ان نصل بهاته المهنة الشريفة التي تعرت و تجردت من قدسياتها.
.. تجربة جديدة .. تجربة يشكر من فكر فيها و سهر عنها . تجربة يجب تقييمها .. تجربة يجب الوقوف عن سلبياته و ما اكثرها يا سادة .. فاللهم اني قد بلغت و التاريخ سجل .
المصدر : https://akadinews.com/?p=23903