بقلم رشيد ختار ؛
وداعا غرناطة!
أتذكر غرناطة في ضباب شبابي وقد قرأت
عنها وتاريخ ذلك الصغير الذي كان
في لعبه ينتصر ولا يهزم .
على التلة الحمراء ،عند الغروب بكيتك كثيرا
بينما الذين أخرجوا من أبوابك بكوا بالدم .
آه ،وداعا حبيبتي غرناطة!
أ آه على رياح الجنوب تحملني بعيدا ،
تحطم قلبي ،تخترق حلقي مثلما اخترقت
منذ زمن بعيد، حلق أبي عبد الله الصغير
وهو يستعد للرحيل .الحزن يقتلني.
كنت أرى المستنقع وسلسلة الجبال المتبقية :
هناك أرى قصر الحمراء وفي طريقي إلى
محطة القطار ،يختفي شيءا فشيءا.
المدينة تذوب صورتها في عيني الحزينتين
المحمرتين بدمعتين رقيقتين.
الألم يغزو جسدي والمجد والبرد اللذان كانا
يطغيان على المدينة آنذاك ،قد سءمتهما الآن.
أعلم أيضا أن الشاب لن يكون أبدأ ذلك الصغير
الغبي ،إنه الأنا في محطةالقطار، فيه سيتصلب
قدري .آه عليك .وداعا حبيبتي غرناطة !
أ أغادرك وبين يدي شطيرة سألتهمها بشراهة ،
أغادرك وأنا لا أدري إن كنت في غاية من نشوة لا تهدأ في يوم غاءم رمادي.
.
(رشيد ختار -:غرناطة 1979) الفردوس م.
المصدر : https://akadinews.com/?p=14445