بقلم رشيد ختار <<■
إقامة مؤقتة في الشمال الإسباني .
يشتد الانفعال بفعل الطقس الحار صيفا لدى
السكان المجاورين لحوض البحر الأبيض المتوسط والقاطنين جنوبه ووسط القارة الإفريقية و لهذا السبب تجاوزت غليان
الحرارة وذهبت بعيدا صوب بحر الشمال حيث
السكينة وحيث الراحة واطمئنان النفس و
الاسترخاء.
ركبت القطار الليلي، كان يسير ببطء وسط الغابات الكثيفة بعدما انطلق من العاصمة مدريد
في محطة “شامارتين “ببضع ساعات؛
سرعان ما ازدادت سرعته باجتياز الأنفاق في جو طلمساءي.
وكلما تقدم صعودا ، كلما ازداد الطقس برودة.
في “مييريس”،توقف القطار لينزل منه بعض
المسافرين، و بعد ذلك ، استمر في المسير
لينهيه مع بزوغ البدر في مدينة “أوبييدو”
عاصمة الشمال في منطقة تسمى عند
الإسبان ب “أستورياس”.
خرجت من المحطة وكم كنت أتوقع حركة
الناس ,لكن وجدت عكس ذلك.
كان الصمت رهيبا يملأ أرجاء المدينة
وكنت أمشي على رصيف الشارع الرئيسي
حيث يوقظ شرودي وأنا أتمعن في
المحلات التجارية الزجاجية التي لا تزال
لم تفتح أبوابها للزبناء ولأن المدينة
لازالت لم تصح بعد ،من سباتها .
على بضعة أمتار من مقهى صغير ،كان شرطيان
من وراءي يراقبان تحركاتي و يتابعان
خطواتي ومن المؤكد أنهما يريدان معرفة
سبب وجودي بهذه المدينة.
فبينما أمشي، إذ بصوت قوي من أكعاب أحذيتهما يصل إلى أذني وعلى مقربة مني ، أ حينها توقفت برهة، التفتت إليهما لأسألهما
عن وجهتي بغية مني تكسير حب
استطلاعهما :
-“من فضلكما ،أبحث عن البرج الكبير؟
أجابني أحدهما :
-“لا طورري؟ ?la torre ¿
(ألبرج؟)،توريستا ؟(ساءح؟)”
أجبته بنعم ،ثم أضاف:
-“على بعد ثلاث كيلومترات طولا ،في المفترق
على اليمين ،مرحبا ،إقامة طيبة أتمناها لك!”
شكرت الشرطيين،دخلت المقهى الصغير لأتناول فيه فطور الصباح.بينما الرجلان تابعا طريقهما في الرصد والمراقبة.
(رشيد ختار .. من ذكريات الأسفار إلىالشمال ) ا
المصدر : https://akadinews.com/?p=15781