قهوة الصباح/ سعيد عقادي.
موضوع قهوة هذا الصباح في هذا اليوم الربيعي الجميل ، لن أخطو فيه لا الحديث في مسلك الرياضة و رياضاتنا تحتضر رغم الماكياج و التطبيل و الزغاريد و المراوغات و التضليل ..
.. لا أتطرق لما أتتبعه و أفصله و أحلله يوميا كصحفي مهني يلعب دوره الوطني بإخلاص عما يصدر عن إعلام الجيران و سياساته و خرافاته و أكاذيبه .. عن مكره و دهائه و عداء حكامه . و ليعلموا بتركيز و اقتضاب شديد أننا في هذا المحيط الداكن المظلم جد مقتنعين ، مدركين أننا بجوار من هرب من ” الثرانتسيس” .. من سيسقط لوحده نتيجة جهله و الحق يعلو و لا يعلى عليه ..
.. نعم ، بفضل الله و قوته .. نحن المنتصرون ، و لب الخطاب إن تنصروا الله ينصركم ..
.. اسمحوا لي يا إخوة ، بعيدا عن التفاهة السائدة في الإعلام و في وسائل التواصل الاجتماعي، و عن المواضيع التي لا تشبع و لا تغني من جوع و في إطار الإعتراف و التحفيز المعنوي ، و أيضا في إطار إبراز موضوع نادرا ما يتطرق إليه الخاصة و لا العامة ، أقول و بأعلى صوتي ، الحمد لله على توفرنا على الأطر الكفئة و في كل المجالات ، ولأسرد إليكم اليوم منها مثالا واحدا لا الحصر لمدى إعجابي و تأثري به .
.. بالأمس و لأول مرة حضرت درسا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق تحت إشراف الأستاذ الدكتور حسن توراك في القانون الإداري …
درسا ، مقتنع تمام القناعة أن كل من حضره سيغادره و المحتوى منقوشا في ذهنه حتى و لو كان الطالب من مستوى الإبتدائي ، قسما لست بمبالغ و اسمعول لي .. سيخرج من ذلك الدرس و هو يحمد ربنا على أطرنا و أستاذتنا و تتولد لديه القناعة التامة و الإيمان المتين ” أن الخير في أمة سيدنا محمد إلى أن تقوم الساعة ” كما روى الصادق الأمين ..
..أية معاملة و أية منهجية و أية فنيات شرح بها الأستاذ الدرس ..
.. قضيت ما يناهز 35 سنة في التربية و التعليم و حسبت نفسي خلال درس الأمس و كأنني لأول مرة أتدبر في الطرق و المناهج ..
.. تعامل الدكتور سي توراك الأخوي و الأبوي و كصديق مع الطلبة و بأسلوب مرح مثير هادف ، بطرق و فنيات ، جلب و الله بها الآذان و العقول و القلوب و لست لا بمجامل و لا بمبالغ و لا بتملق ..
.. ألقى الدكتور الدرس بطريقة تشخيصية و تمثيلية غلب عليها المرح و الذكاء و الحكمة .. بأسلوب مثير مضحك مستبشر ، لم أشعر خلاله لا بالملل و لا بالتعب و لا بالسأم و أنا الهرم ..
.. أستاذ متمكن ، تقمص شخصية فنان فكاهي مرح متميز ، و النتيجة حقا تبهر . و برافو مني إليك يا دكتور أمام الملإ .. أمام التاريخ الذي يدون و الحمد لله رب العالمين على هذا المستوى الرائع ..
.. و أنا مغادر الكلية استوقفت أستاذا لم أحضر أبدا لدروسه .. لا يعرفني و أنا أعرفه جيدا كوني تتبعته باستمرار و بتمعن عبر فيديوهاته في العلوم السياسة و الحمد لله حققت نقطة ممتازة في تخصصه .. الأستاذ هو الدكتور رشيد مقتدر الذي له أيضا مكانة كبيرة في قلبي .. أعزه و أحترمه ولمن لا يعرفه فليدخل إلى اليوتوب و لينصت إلى دروسه ..
قلت ، استوقفته و عبرت له عن مشاعري اتجاهه .. مشاعري الصادقة تجاه أستاذ من المستوى العالي الذي حققت نتيجة ممتازة بفضله ، فقط و انا مرتبط به عبر الفيديو نظرا لمشاغلي ، متسائلا ماذا كنت سأحقق لو كنت أحضر دروسه و ألتقي في القسم عن كثب بمؤهلاته ؟ ..
شعوري بالسعادة إثر خروجي من ذلك الدرس الرائع مع الدكتور توراك ، تضاعفت بلقائي مع الدكتور الأساتذ مقتدر و الآن ازدادت و قد تذكرت الأستاذ عبد اللطيف مستكفي ،استاذ الدستوري الذي عشت أيضا قريبا منه عبر فيديوهاته و دروسه لفترة طويلة …
.. و الله أنني استمعت لها مرارا و تكرارا ..
.. غصت فيها حتى اعتقدت أنه بإمكاني تدريسها ..
الدكتور مستكفي التقيت به اول لقاء في تظاهرة رياضية و هو يلعب مباراة كروية مع طلبته و هو أيضا نائب لرئيس مقاطعة بالبيضاء ..
هؤلاء الأساتذة الثلاث هم من تعرفت عنهم لحد الساعة و أعجبت بإخلاصهم و كفاءاتهم و معاملاتهم آملا أن أتعرف عن المزيد .. و لم لا و هي مفخرة لي لأنني بواسطة التقرب من هؤلاء أدركت أولا أن لنا أساتذة كبار .. أن كلية العلوم القانونية و الإقتصادية و الإجتماعية بعين الشق بها من يفيد .. بها المخلص و المناضل و يعمل المستحيل من أجل التعليم العالي و الطلبة و المصلحة العامة . و من جيبه و على حساب وقته و جهده و صحته .. يكفي أن أؤكد أن أساتذة يضيفون دروسا و دروسا خارج عن الرسميات .. متواجدين رهن الطلبة حتى في اجتياز المباريات … فهنيئا لنا جميعا على التضحيات و من الله خير الجزاء .
المصدر : https://akadinews.com/?p=31158
