قهوة الصباح/سعيد عقادي.
.. إنا لله و إنا إليه راجعون ..
.. اللهم يا رب ارحمه و اغفر له و اسكنه فسيح جنانك مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين …
.. بمجرد أن فتحت هذا الصباح هاتفي ، تلقيت صفعة من الصفعات الحقيقية .. تلك الصفعة التي لا أصنفها إلا ضمن الصفعات الصادقة المريحة ..
.. صفعة لم ترمني بالتحديد لا الى الشرق او الغرب ، لا إلى الشمال او الجنوب ، و إنما إلى ذلك العالم الأبدي الروحاني الرباني .. ذلك العالم الوحيد من نوعه الذي نسأل الله عز وعلا ان يهبنا و يوفينا خلاله مرضاته و يشملنا بعطفه و رضاه و عفوه .. و ها هي الرواية كما تمر امامي تلقائية ، بلا زواق أو زيادة و الفؤاد شارد لتأثري بفقداننا لهرم من الأهرامات الرياضية المغربية الناذرة ..
.. اخونا و صديقنا و أستاذنا و ولد المدينة القديمة .. الإطار و الرياضي و المسير .. الأب الحنون فريد العلام رحل عنا ..
.. نعم . رحل عنا ذلك العلم .. ذلك الأسد .. تلك الصخرة الرياضية التي لا نتوفر على مثيلاتها في المغرب إلا على قلة جد قليلة ..
.. ذلك الرياضي الذي شرف و وفى .. روض كرة الماء حتى ضرب به المثل الأسمى على كل تراب المملكة المغربية و في إفريقيا و العالم العربي و لا من اعترض أو شكك أو حاول النطق بكلمة لا ..
.. اليوم ، اسمحوا لي ، لا قهوة صباح و لا قهوة مساء ، لا فنجان نعناع أو أتاي .. اليوم مع المرحوم فريد العلام و الدعاء له لانني قضيت معه وقتا طويلا في السباحة ، و ربطتني به علاقات الود و الصداقة ، و انه ولد المدينة ، و انا واثق اليوم من أن الكثيرين اليوم ستدمي قلوبهم .. من أعينهم ستذرف و تنهمر الدموع دون توقف .. لن يمر اليوم على الكثيرين منهم كسائر الأيام لأنني أعرف المرحوم و معاملاته .. أدرك علاقاته الحميمية مع اسرة السباحة بالمغرب …
.. ودعنا أخونا فريد العلام و من منا من اهل السباحة لم يشمله عطف و حنان و محبة فريد العلام ..
.. من منا لم يتلق الدروس المتوالية في السباحة و في كرة الماء ؟ .. لم يتعلم ابجديات هذا النوع الرياضي و يقطع أشواطا و اشواطا إلى الامام بفضل الله و طيبوبة فريد العلام ؟ ..
.. رحمة الله عليه ، كان سباحا متميزا في الستينات و لاعبا لكرة الماء متفوقا .. درب و سير و حكم حتى كان احسن تقني في المغرب الى جانب الأسطورة احمد الزاكي حفظه الله .. شغل منصب رئيس الجامعة الملكية المغربية لسنوات و سنوات ، حكم دولي و تقني بالاتحاد العربي و الاتحاد الافريقي و الدولي ، و يا كم هي المباريات العالمية الكبيرة التي حكمها في السباحة و في كرة الماء ..
.. ما أرويه للأجيال الحالية ، انه بفضل المرحوم فريد العلام تقنن تسيير الجامعة و دخلها الكمبيوتر و اصبحت تسير تسييرا علميا حديثا ، و يا كم سافر المرحوم للعديد من الدول الصديقة و الشقيقة ليعلمهم ذلك التسيير العلمي الحديث المدقق في التنظيم و التحكم في المباريات و تسريع وثيرة متطلباتها …
.. سيبقى المرحوم فريد العلام هرما خالدا يرجع له الفضل الكبير في ترسيخ و توطيد سكة السباحة المغربية و الدفع بها إلى الأمام .. جد و اجتهد و افاد و غادرنا في الاخير إلى أين راحلون كلنا …. سلام عليه من قريب و من بعيد ..
.. اللهم يا رب ارزق اهله و عائلته الصغيرة و الكبيرة الصبر و السلوان و اغفر له و ارحمه و سائر العباد . و إنا لله و إنا إليه راجعون …
المصدر : https://akadinews.com/?p=25780