قهوة الصباح/سعيد عقادي.
و انا اتتبع و لو من بعيد ايام 2 ، 3 ، 4 من شتنبر الجاري الندوة التكوينية لمدربي و مدربات كرة القدم بجهة فاس مكناس عن طريق الإخوة المؤطرين المغاربة و على رأسهم عزيز بوعبيد ، الاخ الفاضل ، استاذ التربية البدنية المتمكن ، اللاعب الدولي اللامع سابقا ، رئيس الجمعية المغربية للمدربين المكونين ، و لاعب النادي القنيطري أيام عز هذا الفريق ، فترة البويحياوي و خليفة و البوساتي و جمال و اللائحة كلها مشرفة ، غالية و عزيزة ، و يا حسرتاه على النادي القنيطري و على دومو رحمة الله عليه و على الشرفاء !! ..
قلت . و انا اتتبع و اتامل و أحلل و انصت و افكر و اتدبر في الندوة و محتواتها ، راودتني بكل صدق الكثير من الافكار ، و تذكرت العديد من الذكريات .
بداية . تيقنت يقينا فوق المؤكد و اليقين ، و بناء على تجاربي و خبراتي في الحياة ، و ما مررت به من مسؤوليات . اولا كرياضي منذ الصغر في الحفر و الأوحال وعلى الشوينطي و فوق الرمال . و كمنسق للتربية البدنية و الرياضة و رئيس لمكتب الرياضة بنيابة انفا للتعليم ، المهمة التي زاولت خلالها التسيير و التاطير و التدريب و التحكيم لمدة فاقت 23 عاما . زد عن هذا مزاولة مهمة الصحافة كصحافي مختص مسؤول و كمدير ، و كرئيس للجنة الرياضة بمجلس عمالة انفا .. و …و …. ، متيقن من ان بلادنا و الحمد لله تزخر على الدوام بالأطر الوطنية المتمكنة ، الأطر التي تتوفر على الجدية و على كل الكفاءات المرجوة الشافية الكافية ..
ما ينقص في رأيي و بإجماع المقربين و المهتمين و المتتبعين ، هو تنظيم المزيد و المزيد من مثل هذه التكوينات ، و الإهتمام بالمدربين و بالمكونيين ، و ايلاؤهم ما يستحقون من عناية و اعتبار ، مع إسنادهم مهام ترفع من معنوياتهم و تقوي عزائمهم و ليس تكوينهم و صقل مواهبهم و الرمي بهم الى المقاهي و البطالة و تعويضهم بمدربين أجانب خارج المنظومة الكروية المغربية .
نعم . يجب وضع فلسفة كروية موحدة بالبلاد و نظام سليم يشرف عنه مغاربة من البلاد و هذا جوهر الكلام ..
لست ممن يرغب هنا في رسم التوجيهات و إعطاء الدروس و لكن ، الإشارات مستحبة سيما اذا علمنا بأن رئيس الجامعة مشغول و كثرة المطارق في الرأس يستغلها آخرون في تحقيق نزواتهم و رغباتهم ، و ان المدير التقني الوطني الأجنبي يبدو لي خارج التغطية و هو المسؤول الأول عن تقدم الكرة المغربية .
.. مسؤول بوضع البرامج و المناهج و الأرضية و الفلسفة الموحدة الصلبة لكل المنتخبات العمرية و للمدربين و للمؤطرين بالفرق و بالجهات و بالمنتخبات ..
.. مسؤول بعقد اجتماعات متوالية مع كل مكونات الكرة المغربية و مع الصحفيين .
.. مسؤول بالمهام المتعددة التي تخولها له مهمته ، لكن ان بحثت ستصدم و ستكشف في غياب المعطيات اننا بدون مدير تقني حقيقي على ارضية الواقع .
.. لن نخوض في اعماق الموضوع و لنا في فرنسا و في أكاديمية كليرفانتين المثال و النموذج الصحيح ان سعينا ان نحقق النجاح الأوفر .
المدير التقني الفرنسي جورج بولون من 1980 الى 1982 ، قال قولته الشهيرة عام 1970 * علينا ان ننكب على تكوين مدربين فرنسيين حتى لا نحتاج ابدا لأي مدرب اجنبي في المنتخب الاول*
.. فعلا عاهد و أوفى عن طريق اكاديمية كليرفانتين بوضعه لبرامج هادفة و مركزة مبنية على التكوين العلمي و ضبط الشواهد و اعتماد الكفاءة و المستوى الجيد و النتائج .
قال ايضا عام 1970 اننا اذا سلكنا منهجنا المسطر سنكون في الأمد القريب من الدول الثلاث الأولى اوروبيا ، و في عام 1984 فازوا ببطولة اروبا و بطولة اروبا لأقل من 17عاما و بألعاب لوس أنجلوس الأولمبية ..
.. ما يؤلم اننا في المغرب و حسب ما هو متداول في غياب توضيح و اجتماع مع المدير التقني ، ان كل مدرب أجنبى بالبلاد يسلك منهجيته الخاصة .. المدربون ايضا بالأندية لهم خاصياتهم كل على حدة .. التكوين و التاطير ليس موحدا و وفق سياسة عامة و فلسفة مضبوطة ، و كل هذا في رأي المهتمين ناتج عن المدير التقني الوطنيالاجنبي و الحمد لله لنا في البلاد من يقوم بهاته المهمة احسن و افضل كما يجمع الجميع ، و الجميع مع سي حسن حرمة الله الحاصل على أعلى الدرجات بكليفونتين و بنقط مشرفة . كما له خبرة و تجارب مهمة ، و له علاقات مهمة مع أكابر المدربين العالميين الذين درس معهم و تألق عليهم مستوى و نقطا و جدا و اجتهادا و مردودا…
من موقعنا لا نبالغ و لا نلقي بالكلام على عواهله لان الجماهير المغربية تعرف حق معرفة حرمة الله ،كما تعرف انه لا ثاني له على المستوى المحلي ، لا في الشواهد و لا كفاءة ، و لا تجربة . و لنا في تجاربه في الإمارات و قطر ما يفيد.
المصدر : https://akadinews.com/?p=20006