قهوة الصباح/سعيد عقادي.
و انا اتمتع هنا على التراب الفرنسي في بحر صحفي لجي ، لا أقول تغشاه المصداقية الكاملة و الموضوعية التامة المثالية ، و إنما على جميع الأحوال أفضل بكثير و كثير من تلك الضاية العكرة التي أنتمي اليها على مضض ، و التي لا تعرف لمعنى الصفاء و لو أوقية .. متميزة بالخروقات و التشويهات و الإعاقات ، كثيرا ما المس فيها رويبضة ، تسند فيها المسؤوليات لغير أهلها ، و هكذا المركبة تسير إلى ما لا نهاية قابعة في الهاوية ….
قلت ، و أنا أستمتع بصحافة تتطرق إلى جميع المواضيع بدقة و بتمحيص في كل المجالات ، بمهنية عالية و تخصص مضبوط ، و الجميع تقريبا يتتبعها و يستلذ بإنتاجاتها .. طلع علي هذا الصباح خبر ما هو سوى نقطة من محيط ، ان تمعنت فيه لوحده لشرحت الصحافة الرياضية اي تشريح و لرميت بها ليس فقط في قمامات المتلاشيات و إنما في قاع المحيطات و لمزقت الأوراق و لكسرت الأقلام و لدخلت سوق راسك و لزمت بيتك لانه لم يبق ما يعجب و به السلام ..
.. ما حدث لصحفي مهني مؤخرا أثناء الندوة الصحفية للركراكي ، أراه من زاويتي بكل صدق و امانة دليلا آخر ليس فقط على عدم التفاهم و التنسيق بين الصحفيين و البعد عن الرغبة في توعيتهم و إصلاح مفاهيمهم و تكوينهم و جمعهم على مواكبة الجديد في عالم الاعلام و الصحافة ، و لسد الانشقاقات و الرذائع ، و إنما بصفة عامة على تبندير البعض و استغلالهم لمناصبهم و استعلائهم و رصد الأبواب على المخلصين و إبعاد المتمكنين و تهميش الأحرار من أصحاب المبادئ و حرية التعبير مضمونة و الندوة الصحفية ما هي إلا تمثيل للجماهير الرياضية و لما تود معرفته من اسئلة مطروحة …
.. المهم ضعفت ، فعلا هزلت و وصلت الى حضيض تحطمت خلاله كل الأرقام القياسية و المستقبل أشد مضاضة و مرارة و تراجعا ، و ستقفون على كلامي لاريب في ذلك و انا واثق ….
.. لن أحلل هذا المشهد المؤلم بتفصيل ، و لا أرغب في توجيه اللوم و العتاب و توجيه الملاحظات و الحديث طويل لن اخرج منه في وقت وجيز .. كل ما أؤكد عليه من جديد ، ان الإعلام المغربي ليس بسليم .. باك صاحبي الشعار الخالد المتين .. لا مجال فيه إلا للاغلبية التي تتقن التطبيل و الزغاريد ، تحسن الإيقاع و لا تخرج عن خطهم الموضوع ، و إلا فمصيرها الإبعاد و تلفيق الإتهامات و الضرر بالخواطر ..
.. هذا الحدث ارجعني إلى كأس إفريقيا الأخيرة بالكوت ديفوار و 144 صحفيا و إلى تلك المتاعب و الخروقات التي اغضضنا عنها الطرف و الأعداء من الخارج كانوا يتربصون بنا الدوائر .
.. بالأمس القريب أيضا ، و في أجواء ضبابية مؤلمة و تحت الدف ، ارحلوا معهم أربعين صحفيا إلى القاهرة ، ليس من مالهم الخاص و إنما كما سمعنا من مال الشعب . لم ؟ و كيف ؟ و من اختار الأربعين و على اي أساس ؟ بم افادوا و لم استغنوا عن الأكفاء الأقوياء ، نعم عن الصحفيين الصحاح بالنقطة و الفاصلة و فصل الخطاب ؟ ..
.. قولوا لي بالله عليكم من يزين له الشيطان هذا العمل و هو لا يدري انه لا يزيد الصحافة إلا انشقاقا و هوة ؟ ..
.. أين لقجع و العرايشي و كل مسؤول ، كل مسؤول عن هذا الموضوع الوطني الشائك الذي تبدو لي اضراره آتية مثل ذلك الفيضان الهائج الذي سيجمع كل حب الحصيد ..
.. من المسؤول عن هذا المخطط القنبلة ؟ .. من يدبر حاليا رحلة الألعاب الأولمبية الشهر القادم ؟ .. ما هي الأسماء التي اختاروها و على أي أساس ؟ .. من يتزعمهم ؟
اسئلة كثيرة ببالي ما اعرفوجوابا هن بعضها اننا سنتتبعهم .. سنترقب سياحتهم .. سنكشف عن حقيقتهم حتى و لو وضعوها في دهاليز موصودة باقفال عاد و ثمود .. حتى و لو دفنوها في الثلث الخالي .. اتعلمون لماذا ؟
.. كوننا نؤمن بغياب المصداقية .. بتهميش الصحاح .. في صحافتنا مرفوع مشعل باك صاحبي .. نفس الوجوه .. نفس الزعيم .. نفس الأخطاء .. نفس سياسة التهميش و الاحاطة باصحاب المبادئ .. سياسة إذلال الصحفيين و فقدانهم لتلك السمعة التي ضمنها لهم دستورهم ..و سير و سير.
المصدر : https://akadinews.com/?p=25653