قهوة الصباح/ سعيد عقادي.
إن كانت من حين لآخر تراودني أفكار ناجعة ، أراها هامة و ضرورية .. بواطن بمثابة تلك الأدوية الفعالة الجد إيجابية التي لا تزيدني سوى راحة بال و إحساس بالهدوء و السعادة ، و منها :
.. اعتزال الصحافة و الإعلام و الكتابة .. هجرة القلم.. استبدال الهاتف الذكي بذلك الهاتف العادي الذي لا تتبع فيه لا الفايس و لا اليوتوب و لا مذلة التيكتوك و لا تلك الوجوه لأولائك الرويبضة الهدامة .. البعد كل البعد عن تصفح من مناسبة لأخرى ما ترمي به علينا تلك الجرائد الوطنية من أخبار و مواضيع مؤلمة فتاكة .. ما تفرضه علينا التلفزات المغربية من خزعبلات و تفاهات و رداءة غير مستحملة لا أحسبها في نظري إلا كتلك المختارة من قلب القمامة .
.. قلت ، وهاته الأفكار تراودني ، تنبش في فؤادي ، أعجب و الله لأولائك المسؤولين الرياضيين اللاصقين على كراسي المسؤوليات رغم الإكراهات التي يعانون منها ، و دون تقديم أية حاجة …
.. استفادوا من كل جانب ممتطين الرياضة ، مستغلين الرئاسة و دون أن ألمس إفاداتهم و ما قدموا من دفعات لرياضاتهم حتى يوصلوها إلى بر الأمان أو يسجلوا تفوقا في المنافسات الدولية العالمية الحقيقية ..
.. الموضوع طويل ، شائك ، و يالها من حسرة و أسى .. موضوع لا يزيدني كلما فكرت فيه إلا ضغطا على ضغط ، و وجعا و علة ..
.. ها هي الألعاب الأولمبية على سبيل المثال لا الحصر على الأبواب .. ها هي محطة أخرى قد حلت لتفضح الواقع و تعري عن المستور ، لأتسائل أين أنتم يا طبالة و زغرادة و يا مستفدين و أكالي السحت دون محاسبة أو متابعة حقيقية ..؟ ..
.. أومن بمسؤولين و لا أنكر ..أومن برياضات يبذل مسؤولوها مجهودات لكنها غير كافية ، رياضات مقهورة تنقصها ركائز و تجهيزات كافية و ضرورية .
لكن لمن يتوفر على الإمكانيات المادية و المالية و البشرية ، و الأموال توزع من كل جانب و تسمع عن مديريها التقنيين وهم يتقاضون الملايين في راتبهم الشهري ، زائد التعويضات و باقي الاستفادات الأخرى قولوا لي ، كم من مغربي تأهل إلى هذه الألعاب الاولمبية دون ان أوقف البيضة في الطاس أو انتظر المباريات و النتائج محسومة من الآن ؟ ..
.. أليس مذلة و هوان ألا يتأهل و لو ملاكم واحد من الرجال حتى الآن الى الألعاب الأولمبية القادمة و قد كنا ندخل هاته الألعاب بقوة و حضرنا البوديوم أكثر من مرة ؟ .. أين هي المصارعة أيام العز و القوة و الماديات كانت محدودة و شبه كافية ؟ أين و أين و أين … و أين كرة المضرب و رئيس جامعتها هو رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ؟ ..
.. لدينا جامعات ، قيل ان ميزانياتها تفوق المليار ، و لها من الامتيازات ما لم نعهده زماننا زمن الإنجازات ، و لم تؤهل إلى هاته الألعاب ما لا يرضينا . !!؟.
.. هذا قطمير فقط على المستوى التقني و دوم ندخل إلى التفاصيل .. أما على المستوى التنظيمي و حضور باريس فالأخبار ستتناثر علينا و عليكم فانتظروها .. سنحاول في هاته الألعاب ان نركز ان شاء الله عن نوعية الاستفادات الذاتية ، عن صرف الملايين و الملايين ، عن الهبات و السفريات و التعويضات و التمتع بالسياحة مادامت المنافسة الرياضية الحقيقية أو نيل الميداليات من شبه المستحيلات .. فساعدوننا لنفضح المتربصين بالممنافع الذاتية .. لنفضح المتهافتين ليحلوا محل المستحقين من الاطر الفعالة …
المصدر : https://akadinews.com/?p=25092