قهوة الصباح/سعيد عقادي.
تغيبت أمس قهوتي الصباحية و ما كان لها ان تتغيب لولا و كالعادة اصطدامها بعائق اضطراري .. بمانع يشل حركاتي .. بحاجز احس خلاله انني أجذبها الي جذبا رغم ضعفي و قوتي و قلة حيلتي ، أقاوم لأحتضنها كي أحقق نزواتي و أتلذذ نشوتي و سعادتي حتى ألتقي باحبائي و بأعزائي و لو أن منهم أعداء النجاح و من يضمرون الحقد و الكراهية للناجحين و ما أكثرهم مثلي
مع كل ذلك و رغم ما بذلته و ابتغيته خابت أمنياتي ..
.. بالأمس لم أكن اقوى على كتابتها حتى و لو كان امامي موضوعا هاما شيقا ، موضوعا قل من يتطرق اليه أو يعرف قيمته و أهدافه و يا للأسف .
.. المهم . سهرت كمثل الجميع ليلة السنة الميلادية و سهري ليس لنفس القصد و بمثل الصيغة و الكيفية .. قبل الليلة جمعت النهار و ليلة رأس السنة ملقى على فراشي متألما اشكو من ألم و هذا سبب غيابي و غياب قهوتي .
كنت سأخصص موضوعي بالأمس و تأخرت حتى هذا اليوم ، لمن هم منذ دائما على الأعصاب .. اجتماعات تلو اجتماعات .. عقولهم لا تهدأ و لا تعرف راحة ليلا و لا نهارا و ليلة رأس السنة تتضاعف المهام و ذلك المجهود المضني طيلة العام .. هواتفهم لا تقفل و في كل لحظة ينتظرون نداء .. جد و اجتهاد و إخلاص و تدبير محكم من أجل ليلة لم يتركها لنا الأجداد و لا الشريعة و لا الأعراف .
.. ففي الوقت الذي كنت فيه انا و انت و الآخر نائمين مرتاحين هادئين مستقرين في بيوتنا مع الأهل و الأقرباء ، و الآخرون في الملاهي و المراقص و الشوارع و في الحفلات فرحين مبتهجين منتظرين دق أجراس دخول العام القادم ، كان اولائك الشرفاء على أهبة و استعداد و تركيز مشمرين عن السواعد لا تاخذهم سنة و لا نوم مطبقين للأوامر تحت ظلام الليل و في شدة البرد و كثرة المشاغبين و المشاكسين بعيدا عن عائلاتهم و عن الإستماع بليلتهم و هذا اوج التضحية و العطاء . يحرسوننا ضامنين لنا الأمن و الاستقرار و الاحتفال في أحسن الأجواء و ما هذه إلا نعمة واحدة من النعم التي وهبنا الخالق في هذا الوطن العزيز و يا لها من نعمة نحمد لله عليها بكرة و عشية و لئن شكرتم لأزيدنكم .
.. بهؤلاء وجب الإفتخار .. لهؤلاء وجب تقديم التقدير و الاعتراف .. لهؤلاء اقول تحية إجلال و احترام و محبة و اعتزاز ..
.. نقدر مجهوداتكم .. بكم عشنا في هذا الوطن مستقرين مطمئنين في أمن وأمان طيلة مدة طويلة من الزمان ..
لأمن و سلطات الدار البيضاء و انفا بالخصوص ارفع قبعتي لأنني وسطهم أعرف النقط السوداء بعين الذئاب و ما يحدث بها من مشاكل كما اعرف قيمة امن انفا و جدياتهم و اخلاصهم و تفانيهم في عملهم و نضالهم من اجل ان نحس و نتلذذ الأمن الحقيقي المفقود في الكثير من جهات العالم .
.. شكرا على الأعين التي لا تنام .. شكرا لكم على ما تبذلون على الدوام من مجهود ، و ما بذلتم تلك الليلة من تضحيات يا سادة يا كرام من أجل أمننا .. شكرا لكم على النجاح الباهر حيث و الحمد لله لم تحدث حوادث .. شكرا للمدير العام السيد الحموشي الذي يحفزكم و يشجعكم و يهيئ لكم الأرضية الملائمة لتحقيق نجاحاتكم و لست بمبالغ .
.. من الله أسأل لكم في الاخير التوفيق و المزيد من التقدم .. نحن دائما معكم في السراء و الضراء لأننا نعرف و نعترف بوزنكم و دوركم و الله حافظكم من كل شر لهذه الأمة.
المصدر : https://akadinews.com/?p=23232