قهوة الصباح بأنامل سعيد عقادي..
قسم بالله لحز في نفسي ما لاحظته أمس على الطريق في اتجاه القنيطرة للحضور والمساهمة في ثقافة الاعتراف و التوقيع على كتاب عزيز بوعبيد الدولي ، الأستاذ و لاعب النادي القنيطري أيام العز و النخوة و الرفعة و الإستمتاع ..
.. نعم . المنظر ألمني .. كدر خاطري .. خفض من معنوياتي و شدني إليه شدا ثم هزني نحو العلو هزة ، و ما حيلتي و قوتي يا رب ، و أعرف أن القليل ممن يحيطون بنا هم من يفكر في المصلحة العامة و خدمة الوطن تلك الخدمة المرضية الحقة !؟ …
.. تتبعت الإناث و الذكور .. الصغار و المراهقين و الشباب و الكبار .. الكل على حد سواء و هدف واحد مرسوم ..
.. منهم الراجلون و المهرولون و من هم التابثون في مراكز محطات آداء واجب الطريق السيار و هم يتربصون الدوائر ليجدوا منفذا لمواصلة الطريق ، و إلى أين ..؟
.. إلى مليلية يقولون .. إلى جهنم كما نتصور نحن الخبراء و المتجولون .. إلى ذلك القصد المجهول ، ذلك الهدف المضني الغالب ما هو فتاك و أفاك …
.. هل أندب وجهي !؟ .. هل أصرخ بأعلى صوتي !؟ ..
.. لمن أشكي يا رب و لمن أحكي !؟ .. مع من نتحد و نتحاور و نفكر في مخرج لهؤلاء المغرر و المضلل بهم !؟ ..
.. الكل عطشان جائع ، مضطرب ملهوف ليس بين عينيه سوى مليلية و الهجرة إلى تلك الضفة الأخرى و إلى هجرة هذا البلد الأمين المستقر الآمن العظيم …
.. دورتها في فكري و في خضم ذاكرتي و خاطبت زملائي ما هاته المصيبة الظلماء يا إخوة !؟ ..
.. أين الخدام الأوفياء في هذا البلد !؟ ..
.. أين الحكومة و الأحزاب و النقابات ..!؟
.. أين المنتخبون ، و الصحفيون و الإعلام من هاته القنبلة الذرية التي قد تأتي لا محالة على اليابس و الأخضر ، على الجبال الرواسي و الأراضي المنبسطة ، على الهضاب الملتوية ، على الأودية الجافة و النشيطة و تقضي بكل تأكيد على ما ضحى من أجله الأجداد و الآباء و لا زلنا نناضل بحرقة و أمانة على مكتسباته …
.. أين الحكومة الصحيحة و أين السياسيون الأشباح و الصحفيون المصبوغون الذين يتهافتون فقط نحو المصالح الشخصية و على المنافع الفانية ..
.. من يحارب هاته الآفة بصدق و إخلاص و بخطة علمية سياسية حكيمة !؟ ..
.. من ينبه و يوضح و يقنع بأن أروبا تعاني ويلات و يلات لا تخطر على بال الراغبين في الهجرة إليها .. !؟ ..
.. من يشرح بالأدلة المتواجدة و ما أكثرها بأن المغرب هو الأفضل و الأحسن و يبين على أن هجرة الاروبيين الآن الى المغرب و الاستقرار فيه تزداد يوما عن يوم و بنسبة مئوية مهمة ؟ ..
.. نحن في ورطة حقيقة نعترفبها .. لا ننكر أننا نعيش كغيرنا في المريكان او في اروبا او آسيا أزمة. و يبقى الغامض و المجهول أن شبابنا و كبارنا يعتقدون أن الهجرة الى اروبا اليوم أفضل من الاستقرار في المغرب !؟.
المصدر : https://akadinews.com/?p=27490