قهوة الصباح / سعيد عقادي.
.. فعلا سمعنا و قرانا و تتبعنا و عانينا و كم تالمنا بخصوص غلاء الأسعار في هذا الوطن الحبيب كما هو ملحوظ في سائر الدول و الاقطار . و كم ظلينا ننتظر توقيفا لهذا الضرر و فكا لخيوطه المتشابكة المعقدة ، لكن في الواقع ما تحققت أمانينا و لا على الاقل سجلنا محاولات حتى و لو كانت بسيطة او مقنعة بخطى بطيئة .
.. المشكل لازال مطروحا بحدة و ما يؤسف انه قد استفحل ، سالكا مناحي متعددة ، و لا رقيب أو من مغير لهذا المنكر . و العاقبة قد تكون وخيمة لا محالة .
.. لست متفاجئا من صمت هذه الحكومة ، و لا ممن عاتبوها او يعاتبونها ، و لاممن لاموا أو يلومون وزرائها أو ينتقدون أو يناقشون مجراها و مسعاها ، لانني في الحقيقة مقتنع و مصنف مع تلك الفئة المركنة في تلك الزاوية ، لا هم مع اي حزب أو هم راضون عن كل الوزراء او رؤساء الجماعات ..
.. بكل صراحة وسطهم ، لكن لا انتظر منهم بلسما أو خبرا مفرحا أو دفعا بعجلة هذا الوطن و لو بقفزة واحدة الى الامام و الساس واهي ، و الركائز الضرورية المطلوبة ضعيفة …
.. كل هذه الإشارات مؤثرة ولم تكن هي الدافع لاتناول في قهوة هذا الصباح هذا الموضوع الساخن الشائك ..
ما حز في نفسي بكل صراحة ، ان رئيس الحكومة اخنوش تتابعت عليه الضربات و نزل عليه بالتوالي وابل من القذفات .. الكل يشكي من ارتفاع الأسعار .. و الكل يبكي و ينعت الحكومة بأقصى النعوتات و العتابات.
لكن عندما اجلس يوميا في المقاهي او اتجول عبر الأسواق الشعبية ، و اتفقد المراكز و المحلات ااقف على ان الكل ركب على الموجة .. الجميع استغل المناسبة و زاد زيادات لا تعلم بها لا الحكومة و لا الوزير و لا رئيس الجماعة و لا من تلاهم ..
.. ثقوا بي ان هناك الكثيرون ممن استغلوا شعار ارتفاع الاسعار فزادوا في الاثمنة اكثر من اللازم .. مالوا كثيرا عن القوانين .. بالغوا في النهب ان صحت الكلمة ، مطالبين من الاثمنة ما لن يرض لا عنها لا اخنوش و لا اي مسؤول و الموجة سائرة ..
فالكل يحدد اثمنته حسب هواه ، لا في المقاهي و لا في مختلف المحلات . و المؤسف انه لا من يراقب أو يقوم الاعوجاجات .
.. أين هي تلك المصالح الخاصة بمراقبة الاثمنة في المقاطعات أو بالعمالات أو بالجهات أو في باقي المجالس المنتخبة ..
.. ثقوا بي انني مندهش للفوضى العارمة في جل المدن المغربية .. لا تحديد للأثمنة .. الكل يشعل فتيل الزيادات ، و لا يتحمل العواقب الوخيمة في الاخير سوى الحكومة .
.. لا ادافع هنا لا عن الحكومة و لا عن أي حزب أو مسؤول او نقابة و لا عن اي تاجر مادام في اعتقادي انني اعرف ما يوجد في اعماق الخابية .
.. المهم . التجار الصغار يعاتبون و يشتكون و ان وقفت أمامهم فلا يرحمون ، و هم اول من يزيد في الاثمنة و لا يبالون … لا يبالون في غياب المراقبة و تطبيق القانون .
المصدر : https://akadinews.com/?p=13188