قهوة الصباح/سعيد عقادي.
أثناء جلسة لي هذا الصباح في مقهى ببوسكورة .. بعيدا .. شاردا .. مختليا مع نفسي .. منغمسا في دراسة بعض العلوم المهمة في القانون العام ، إذ نزل علي مقال من عزيز .. من أخ فرض علي احترامه منذ مدة .. موهبة متميزة .. شبه غائبة في زماننا وسط الصحافة المغربية المتدنية ..
.. فعلا افتقدتها الصحافة الحقيقية و يا للأسف على الوضعية الحالية ..
مقاله ، حرك مشاعري .. دفعني أن أرجع إلى قهوة الصباح التي أشعر اليوم أنني في غنى عنها و النفسية مضطربة ..
.. مع ذلك طرقت بابها رغما عني ، من أجل أن أمرر خواطر ، لها قيمتها و معانيها و دلالاتها ، و يا كم حركت مشاعري و وجداني مستلقية على أريكة مزركشة مريحة وسط ناصيتي و فؤادي دون استشارتي …
.. إن كنتم تعلمون إخواني أخواتي أن هناك من الصحفيين في زماننا ، زمان غلبت عليه التفاهة و الرذيلة ، من لا يحمل اليوم إلا اسم صحفي ، و الصحافة بعيدة عنه كل البعد و ” هربانة “..
.. من لا يكتب و لا يحلل و لا يتطرق للمواضيع الوطنية الساخنة .. من لا يفيد .. لا يعرف سوى الحديث عن الوداد و الرجاء و الخوا الخاوي .. من لا يكتب لمدة طويلة و لو جملة مفيدة هادفة و مركزة ، و سير و سير مما يدعو إلى الاستغراب و العجائب ، بل و مع هذا تراه فوق العمارية .. ” متبندرا ” .. في الندوات و الإجتماعات الوازنة .. مدعوا ، حاضرا حتى و إن كان لا يكتب أو يفيد قيد أنملة ..
المهم الإستفادة .. التسابق نحو المصالح ، و هي الغاية مادامت الوسيلة تبرر الغاية كما قال ميكيافيلي و هذه فكرة للنقاش لا أقبلها ، أنتمي إلى مدرسة التي تنتقدها ….
.. هناك و هناك و هناك و أيضا لنا جواهر مثل جوهرة قهوة هذا الصباح الأخ عبد الواحد فاضل المنتمي لجريدة أنفا بريس ..
.. بكل صدق و صراحة و بالحجج و الأدلة الدامغة ، ليس من مثله اثنين في رأيي .. متخصص في مواضيع المقاطعات التابعة لجهة الدار البيضاء سطات .. يدخلها و كأنه عنتر بن شداد .. يأتي بالأخبار و ما يروج له تحت الموائد و في الكواليس و في الإجتماعات السرية المغلقة التي لا يحضرها إنس و لا جان ..
.. أخي عبد الواحد فاضل ، كل يوم يطلع علينا بمقال مفيد .. مقال تابث الأركان ، واضح للعيان و حتى للضرير و للمتواجد في القبو أو في آخر طبق تحت الارض يا إخوان ،
.. أدرك أن هذا ليس باليسير و لا بالممكن إلا لدى الصحفي المتميز .. الراقي .. التمكن ….
.. الأخ عبد الواحد فاضل لا يتوفر لا على بطاقة المجلس الوطني للصحافة و لم يتخرج من المعهد .. لا يتزاحم مع شبه الصحفيين و لا يستفيد ..
.. بعيدا عن ” الجوقة ” لكنه مع ذلك واقف .. موجود .. فارض نفسه بمردوده و ما بم يدون ..
فهذا عربون على أن الصحافة ليست بطاقة و لا تبندير أو التسابق مع الصناع و الحرفيين و المعلمين .. هي أخلاق و كفاءات مهنية و مستوى فكري ..
.. تذكرت بالمناسبة أحد أساتذتي بالإتحاد الإشتراكي المرحوم سي احمد صبري الذي لن يأتي الزمان أبدا بمثله و أنا واثق مما أقول .. لم تكن له بطاقة صحفي من المجلس و مع ذلك كان قائدا محنكا .. لا يواجهه أحد مهما علا و تمكن ..
.. فبرافو لك الأخ عبد الواحد فاضل .. تستحق مني الإعتراف و التتبع .. وشكرا لمدير النشر بجريدة أنفا بريس الأخ عبد الرحمان بوعبدلي الذي يفتح لك المجال لإبراز مواهبك و للظهور بالمظهر المشرف .. تابع .. وفقك الله
المصدر : https://akadinews.com/?p=31445