قهوة الصباح/ سعيد عقادي.
فجرا توصلت بفيديو مؤثر من أخي محمد بن إبراهيم الأستاذ و المدرب و الملاكم الدولي المتميز .. فيديو ، يخبرني بواسطته أن أخينا سي احمد فرس يعاني من مرض مؤثر ، و هو يعلم أن لسي احمد فرس مكانة سامية في قلبي و قلوب من عايشوه من المغاربة . ليس فقط كونه كان عملاقا كرويا و له عسرية لم تمنح أبدا لأي قلب هجوم مغربي بعده و إلى اليوم ، رغم تقدم الكرة و رغم الملايير و رغم اكتساحها من طرف البانضية . أو لأنه أول و آخر من حمل كأسا إفريقية ، و من أديس أبابا التي لن تنس في عهد الكرة الحقيقية . و إنما كونه كان أحد اللاعبين المغاربة الكبار المثاليين المتصفين بمكارم الأخلاق .. أي تواضع و أية نخوة و إنسانية و رفعة و سمو في المعاملات ..؟ ..
.. منه الكثير من الأمثلة النموذجية من ذلك الزمن الجميل و من ذلك السلف الصالح الذين أعطوا الكثير ، و بمجرد انعزالهم ركنوا بيوتهم ، محترمين مستورين ، لم يكونوا أبدا ممن يتسابقون نحو المصالح . ممن يسعون للظهور تحت الأضواء .. ممن يستفيدون على الدوام . و في كل مناسبة هم حاضرون .
لن اترك المناسبة تمر دون ان أتطرق إلى نقطتين :
أولاهما ، أتوسل اللحظة إلى الله عز و علا أن يشافيه و يعافيه .. أن يزيل عنه أي ألم يوجع ، كل غم و هم و كدر ، أن يفرج عليه و يختم لنا و له براحة البال و حسن الخاتمة . فادعو له إخواني أخواتي ان تشمله و تغطيه رحمة الرحمان الرحيم ، و هو في حاجة إلى الدعاء ..
ثانيا . أن أقدم لكم صور تاريخية من صورة لي مع سي أحمد في الستينات في ملعب ستادونور و أنا ضمن مدرسة فريق الرجاء وقتها .
الثانية . في الثمانينات أمام مستودع شباب المحمد بنفس الملعب . هنا في حديث أخوي معه و قد اعتزل .. أصبح من المتفرجين فقط . كمرافق و متتبع لمباريات شباب المحمدية .
الصورتان غاليتان معبرتان شاهدتان .. تمتعوا معي في ستادونور الستينات ..
بسيط التجهيزات .. قليل الجمهور ..لكنه يحمل أسمى ما في الكرة الفرجة و الأخلاق ..
.. ثقوا بي أن كرة ذاك الوقت ، في هذا الملعب و مع اولائك الرجال ، أحسبها و الله أحسن بكثير و كثير من كرة اليوم …
.. أين الطاس و الراك و نجم الشباب ؟ .. أين وداد و رجاء ذلك الزمان ؟ أين هم اولائك اللاعبون المميزون الكبار ؟ أين ذلك الجمهور الرائع الذي يحسن الدخول و الجلوس و الاستمتاع .. رجال الأمن محسوبون و المباريات تمر دون شغب و لا مشاكل و لا ما يشغل البال ..
الحديث طويل و طويل في هذا الإتجاه مكتفيا بالإشارة إلى وضعية أخينا احمد فرس ، و من أحمد فرس ليس هناك اثنين بالحجة و الدليل .. بالحساب المدقق .. بالقول و لا حاجة للمجهر .. لماذا ؟ .. لأننا متخصصون .. ممن هم شاهدون عن العصر .. يدركون جيدا الفرق بين كرة الأمس و كرة اليوم .. بين مسؤولي ذلك الزمان و المسؤولين الحاليين .. بين لاعبي ذلك الوقت ولاعبي زمن الفتن و المال و اكتساح المجال بالرذائل و بالمصائب و ما أبعدنا عن ستادونور و مبارياته .
المصدر : https://akadinews.com/?p=31279