نيكولا ساركوزي يدان و يا لها من خاتمة سيئة !!

admin
كتاب الرأي
admin10 فبراير 2025
نيكولا ساركوزي يدان و يا لها من خاتمة سيئة !!

قهوة الصباح/سعيد عقادي .

.. من رئيس دولة عظمى إلى متهم مدان و هذه قنبلة أخرى لمن أراد ان يتعظ و ألا يشغل باله بمتاهات هاته الحياة الدنيا ..
.. هي سابقة أولى من نوعها في تاريخ فرنسا الكبرى ..
.. جميعا ، علينا أن نستوعب هاته النازلة .. أن نفكر فيها مرات و مرات و أن نقف عليها وقفة المتأمل الراشد من أجل أخذ العبر البليغة و الدروس المتعددة الدقيقة ..
نعم . بدأ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي البالغ من العمر 69 عاما تنفيذ عقوبة السجن لمدة عام في منزله ، مع ارتداء سوار مراقبة إلكتروني ، و ذلك بعد إدانته بتهم الفساد واستغلاله النفوذ كما قرأنا و سمعنا و تتبعنا و هذه مذلة و يا لها من مذلة ..
للإشارة و للتذكير ،  فسركوزي سبق له أن تقدم بطعن لدى محكمة النقض في دجنبر الماضي ، لكن طعنه قوبل بالرفض من لدن المحكمة العليا فاستقر على حاله نافذا لا رجعة فيه و هذه أيضا مصيبة عظمى …
.. من يعرف شخصية الرئيس السابق ، يعلم مؤهلاته الفكرية و السياسية و علاقاته المتميزة و ما تقلد من مناصب جسيمة و مسؤوليات وعرة صعبة و سامية ليست في متناول أي كان ، يدرك بأن الإنسان ضعيف مهما بلغ من العلم و الجاه و المال و النسب و الرفعة و السمو و السؤدد .. يعرف بأن الدنيا فعلا حقيرة و دوارة .. أن القناعة و راحة البال و العيش في الظل ، هي من نعم الله تعالى المميزة ،و حكمه الله عز و علا هو الأول و الآخر و الأبقى ..
.. بكل صدق ، لست ممن يتشفى في سركوزي و لا من يتمنى له هاته الخاتمة ، لأنه كان فعلا صديقا لنا ، كان من محبي المغرب و المغاربة ..
.. أتذكر حضوري بباريز يوم انتخابه رئيسا للجمهورية ، و كم كانت فرحتي عارمة وقتها .. كنت من المعجبين به منذ أن شغل مهمة وزير الداخلية الفرنسية لثقافته الواسعة ..
.. فكل من يطلع عن هذا الخبر الذي انتشر في كل الدنيا و دوره في رأسه و لو مرة واحدة تخطر له خاطرته الخاصة . .. لا أخفيكم ، أن هذا الموضوع و هاته المناسبة لم يجراني شخصيا منذ أول وهلة سوى أن أتوجه للخالق عز وجل بالحمد و بالشكر عن نعم البساطة و القناعة و العيش مع صنف المساكين في الدرجة المتوسطة التي أصغى بها علي .. عن تقوى الله و الإبتعاد عن فتن الدنيا الفانية .. عن الإبتعاد عن السياسة و عن تحمل المسؤوليات و المراكز الحساسة ..
.. فعلا من أن أعرض عن ذكره و ابتغى الحياة الدنيا فليست له إلا المعيشة الضنكا .. نعم ، رغم السلطة و القوة و الجاه ..

أجل ، لا طمأنينة و لا انشراح و لا راحة بال ، أما عذاب الآخرة فأشدى و أبقى .. .. اللهم يا رب أحسن خاتمتنا .. اهد عبادك ، فرج عن كل مسجون و مهموم و مكروب و مريض فالدنيا فانية ..

رابط مختصر