قهوة الصباح /سعيد عقادي.
غبت و غابت معي قهوة الصباح خلال اليومين الماضيين و النتيجة هزة نفسية عنيفة ..
.. قلت مع نفسي لمن سأبقى طيلة حياتي المهنية أشكي و أحكي ؟ ..
.. من سأظل أنتقد ؟ ..
.. لمن سألبث أشرح و أبين تجارب تقريبا سبعة عقود راسيات و خبرات شامخات لا تزلزلها صواعق و لا تحركها تقلبات طبيعية ، و هي موضوعة على الساس الأمتن و الأشد ..
.. نعم ، ساس بنيناه و كونناه و نقشناه و نحن ندرس في كلية عميدها من لا ينطق عن الهوى ، من خاطبه الرب من السموات العلا ، مؤكدا له إنك لعلى خلق عظيم ، و هو من لنا فيه وحده الأسوة الحسنة و نحن نرجو الله و اليوم الآخر ..
.. مع الأسف المبين ، في هذا الزمن البئيس ، الوزير و المسؤول و المسير و المعلم و المدير و الطبيب و المهندس و الصحفي و الصادق الأمين و سير و سير ، كلهم أفقدوهم هيبتهم و مكانتهم ..
.. في ظل هذا العقم و الجحيم ، لمن سأبقى أكرر زابوري ، أضيع وقتي و جهدي و صحتي لا غير !؟.. اليوم ، جاء الرد سريعا من خلال مكالمة هاتفية وردت علي من أخ عزيز .. من شخصية وطنية رفيعة المستوى أقدرها أسمى تقدير لما ضحت به و بذلته من جهد جهيد خدمة لمقدسات هذا الوطن الحبيب ..
.. سأل السائل عن الغياب . و لما أخبرته بما يدور في خاطري ، أكد لي و اقنعني أنني على خطإ كبير ..
بالعكس مخبرا إياي ، عليك بالصمود . بمتابعة النضال .. إن لك قراء و متتبعين و معجبين و متذوقين من المستوى العالي الكبير و أمامك التاريخ الذي يسجل و يدون دون تقطع و انقطاع ..
.. نعم ، اعلم أن عدد قراء قهوة الصباح أحيانا لوحدها يفوق الخمسة آلاف قارئ .. إنه عدد كبير ، ليس فقط من المغرب فحسب و إنما من الجزائر و تونس و مصر و فرنسا وإسبانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و الأردن و قطر و سير و سير …
.. تابع السائل حديثه مؤكدا لي أننا نعشق قهوة الصباح .. نتتبعها دون أن نتدخل أو نترك دليلا .. نستفيد منها و ما بين سطورها .. إنها تطفئ لهيب عدم رضانا عما يجري في الكثير من المجالات التي تتطرق إليها .. نجد فيها المتحدث بلسانها التي تبدي برأينا الحقيقي …
.. ما أن سمعت لهاته المكالمة الشافية الوجيهة ، إلا و توقفت أمام أول مقهى بعدما كنت أركض في حصة تدريبية .. كتبت قهوتي الصباحية هاته ، سائلا من العليةالقدير العون و السؤدد ، و أن يغلبنا عن الرويبضة .. عن المفسدين .. عن أعداء النجاح و هذا ليس على الله بعزيز ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=28529