قهوة الصباح بأنامل سعيد عقادي ..
و انا أتذكر تلك الرحلة التاريخية المفاجئة لي للجزائر أيام ذلك الزمن الجميل في تغطية صحفية ..
.. تذكرت يوم أخبرت منتصف النهار بالإلتحاق على وجه السرعة لمرافقة نخبة وطنية قصد السفر نفس اليوم حوالي الرابعة عصرا من مطار محمد الخامس الى العاصمة الجزائر و من تم إلى تيزي وزو الحبيبة ..
.. لا تعقيدات و لا ضغط نفسي و لا فيزا و لا حب الملوك و لا سيدي بوزكري ، بل تلقيت الخبر بفرح و بسرور و بابتهاج و بنشاط و ببساطة و انا سأتوجه إلى بلدي الثاني المحبوب وسط رياضيين إخوان لي ، و أتذكر أن أثقل شيئ علي وقتها ان أحمل فقط حقيبة صغيرة بها تبان و سروال و سريدة لاغير ، و كأنني متوجه من المدينة القديمة إلى درب السلطان ..
.. تذكرت تلك الأجواء الحميمية التي عشتها هناك و ذلك الإستقبال و تلك الحفاوة و تلك الليالي الخالدة التي كنت أقضيها في قاعة الفندق رفقة أطر رياضية جزائرية و مغربية .. كانت المحبة تربطنا و الأخوة تحوينا و الفخر و العز بالعروبة يضمنا ..
.. كانت لقاءات كلها تبادل للآراء ، إستفادة من تجارب و خبرات تلك الأطر الكبيرة التي لن أنساها و أنا شاب متعطش لكل ما يخرج من أفواهها ..
.. يا حسرة ، و يا أسفاه ، و يا شجن ، و يا لها من كآبة أشعر بها اللحظة ..
.. تطورت الأمور إلى أن أصبحنا نخشى ملاقاة الإخوة المواطنين الجزائرين و السفر إلى ذلك الموطن الذي ناضل من أجل استقلاله و استقراره إلى جانب شهدائهم آباؤنا و أجدادنا و ساساتنا و التاريخ على ذلك شاهد ، مع توجيه الرحمة والمغفرة بالمناسبة لجلالة الملك محمد الخامس و جلالة المغفور له الحسن الثاني على ما لعباه و الأسرة الملكية الشريفة و المغاربة من دور و ما قدموه من تضحيات في سبيل الجزائر العزيزة …
.. جهل الساسة هناك مع الأسف تفشى و توغل .. عداوتهم لنا قطعت الروابط و جرحتنا الجروح التي يصعب دواؤها .. لا بلسم و لا مضاد حيوي يشفيها أو يخفف من أوجاعها ..
.. نشروا الكراهية و العداوة و التفرقة و لازالوا في غيهم و ضلالهم يركضون رغم علمهم انهم منهزمون ، لا يجنون من حكمة المغاربة إلا الريح المستريح ..
.. بعد ان سدوا الحدود و فرقوا بيننا وبين الإخوة الجزائريين و الجزائر الحبيبة ، ها هم بالأمس فرضوا التأشيرة على المغاربة .. !!!
.. أي هبال هذا ؟ ، أي جهل و ضلال و تدني للجزائر التي نبغيها ؟ ..
.. الأسباب واهية .. الإدعاءات خاوية .. الأهداف ضعيفة .. المخططات مقيتة .. و لست أدري هل بمثل هاته القرارات المهزومة و السقيمة سنطور المنطقة و نخرج إلى الوجود فكرة المغرب العربي ذات المعاني و الأهداف السامية !؟..
.. طبقوا التأشيرة و بشروط قاهرة و النتيجة لن يحصدوا خلالها إلا الصفر و الندامة . بل سيلمسون خلال الآتي القريب نتائجها الوخيمة ..
.. الحمد لله على هذا الإبتلاء .. على هاته الكارثة التي جاورنا الله معها و سلطها علينا ..
.. مع ذلك ، سنبقى نبتهل إلى الكبير عز و علا ألا يزين لهم أعمالهم .. أن يهديهم و يرجعهم عن غيهم و ضلاللهم مادامت الجزائر عزيزة و الجزائريين إخوة لنا تربطنا و إياهم أواصر الدين و الدم و الجورة ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=27679