قهوة الصباح .. سعيد عقادي ..
.. غاب الأسد ملك الآساد و رفاقه ، فضلت المصارعة المغربية طريقها في البلاد ..
.. بعد مآسي الألعاب الأولمبية بطوكيو و باريس و الكثير من التظاهرات العالمية ، كم من الرياضيين الكبار بالمغرب و خارجه طرحوا السؤال و السؤال تلو السؤال ..
.. ماذا وقع للمصارعة المغربية ؟ ..
.. أين غاب أبطالها الحقيقيون الكبار ، و مؤطروها الشداد و من روضها أيام الجد و العز و السؤدد و الرجال الجسام .. ؟ ..
.. لماذا هاجروها و تركوها في العذاب دون شفقة او رحمة و هي من خدمت الكثيرين منهم و منحتهم المصالح و المنافع و النعم !!!؟ ..
.. أين الصحافة المغربية الجادة يا عباد الله ؟ ..
.. أين صحفيوها من ذلك الزمن الجميل الذين عايشوا فترة ذلك الأسد و رفاقه، و تذوقوا فنون المصارعة و ما جلبت من عز و رفعة للوطن ..!؟
.. لماذا بمجرد ان غاب أسد الأسود و الآساد و الأسد و كل الكلمات جمع لذلك الأسد المغوار ، و دعتنا المصارعة و ودعتنا الألقاب و المشاركات المشرفة !؟ ..
.. كيف ، كما جاء على قول الكثير من الفضوليين و العامة و فقهاء المصارعة ، أن دخلاء استغلوا الفراغ و التراجع و التدهور و سوء التسيير فحسبوا أنفسهم ملوكا في الغويبة بعد رحيل ذلك الأسد و أغلبية من كون من الأبطال !؟ ..
.. لماذا مسخ الله الأحوال و تغيرت ظروف مصارعتنا في تلك الغويبة المحدودة المساحة و من يزحف فيها ؟ ، لما غيب نجوم و همش أبطال يصعب مرة اخرى تكوين أمثالهم في أي زمان آت ، خلقا و تضحية و كفاءات و هذا واضح لكل عيان !؟ ..
.. تلك الغويبة التي انقرضت فيها حسب رأي الكثيرين الوحوش و الحيوانات الوعرة ، اندثرت فيها الخصائص و المميزات ، و هي الآن في طريقها لتصبح صحراء بسبب الجفاف و تلوث الهواء والماء و البيئة !؟..
.. أجل ، كل هذا و غيره من المآسي و النكسات لا يرجع إلا لسوء التسيير و غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة في زمن عم فيه الفراغ و تخراج العينين و التضليل و الكذب و رفع الغربال لتغطية الضوء ، و يا لها من مصائب عظمى يا كل من هو واقف يتفرج دون نهي عن هذا الباطل الفان !؟ ..
.. بكل تأكيد و صدق و صراحة ، هذا رأي الكثيرين من المهتمين و المتخصصين و المتتبعين الذين عايشوا مراحل تأسيس و بناء رياضة المصارعة في المغرب منذ أواخر الخمسينات ببلادنا .. عايشوا تطورها و ما أنجبت من أبطال و أساتذة و مؤطرين و مسيرين .. ما حققت من بطولات و ميداليات و قهرت من بلدان قاريا و عربيا بفضل الناتج الخام الذي استقطب من الدروبة بالمدينة القديمةو من دور الشباب و الأندية بفضل أسد الأسود و من حام حوله ، و يا لها من أيام زينة .. أيام لن يتم مسحها لا بالبلابلة و لا بإخراج العينين و لا بالهراء المقيت مادام التاريخ حاضر و الشهود ليسوا بنيام …
.. للدخلاء و للرويبضة و لمن أصبحوا يتكلمون عن هوى في المحيط ، من وجدوا العصيدة باردة مهيأة ، و بدأوا حصد الثمار و تغيير الحقائق ، و تضليل الخلف من الرياضيين و الإعلاميين ، أقول لهم عن علم و عن دراية و قد سبقتهم الى الحياة و إلى الرياضة و إلى الصحافة و إلى المصارعة و خباياها ، بأن أسد المصارعة المغربية هو المرحوم زواكي الجيلالي دون منافس و دون جدل أو زيادة و لو حرف واحد و دون كلام .. هو الخبير قولا و فعلا و تضحيات و نتائج .. هو البطل و المدرب الدولي ، الحكم العالمي ، الأسد الذي تعرفه كل القارات ، و منذ أيام العز و زمن المصارعة الحقيقية يا عباد الله هو معروف و متألق فوق الحسبان ..
.. لا أحد يمكن أن يمحي تاريخه الرياضي و وطنيته و ما ضحى به من أجل خدمة المصارعة المغربية حتى اصبحت بارزة في القمم و الراية المغربية خفاقة في كل الأمصار ..
.. ذلك الأسد ، هابته كل الأسد عبر العالم .. وقفت أمامه وقفة إجلال و احترام و هذا عايشناه و لامسناه و التاريخ سجله و عليه نشهد كرياضيين و كصحفيين و كمتتبعين عن كثب ..
.. تدرك الآساد جيدا ، قيمته و مستواه الرياضي و إحاطاته بالعلوم الرياضية الأساسية و معرفته الجيدة بقوانين مختلف الرياضات و تقنياتها الوطنية ، و هو من كان مدربا لألعاب القوى بالزاوية لاكازابلانكيز و السباحة بمينيسيبال ، الذي اصبح قبلة السياح و المسلمين و الملاكمة و سير وسير … لأؤكد كإضافة للجميع أنه لا مثيل له على المستوى العربي و الإفريقي في التكوين البدني لجميع الأنواع الرياضية الأولمبية و السلف الصالح من جيل الخمسينات و ما تلاه شاهد عن كل هذا و ذلك لانه درب فرق الكرة و الرياضات الجماعية و الفردية على السواء ..
.. نعم ، يعترفون له بترويضه لكل ما هو تقني و تحكيمي في المصارعةالحرة و اليونانية و المصارعة الشاطئية .. درب في إفريقيا و في اروبا و في آسيا و في دول عربية ، حتى و هو طاعن في السن و في آخر ايامه درب في جامعات رياضية علمية بالولايات المتحدة الأمريكية ، بل و حقق النتائج المرضية خلال كل هذا …
.. أليس هذا بعز و بمفخرة للمغاربة و للمصارعة المغربية و للراية المغربية ..
.. الكل يعترف له بمستواه العلمي الرياضي .. بإتقانه للعديد من اللغات .. بمؤهلاته و تاريخه و شعبيته و مكانته الدولية أيام الرياضة الحقيقية و العز و الرجال و تألق المصارعة بكل انواعها …
.. كرياضي و كصحفي و كمتتبع و انا أطل على السبعينات ، عاشرت الرياضيين المغاربة من كل الأصناف ، و الأستاذة و الخبراء و المسيرين و المدربين …. و للتاريخ أتوجه و أسجل و أقول واثقا من نفسي و مما أدون و أقول ، و أنا في كامل قواي العقلية و الفكرية و المسؤولية ، مثل المرحوم زواكي الجيلالي في الرياضة و خاصة في المصارعة ليس هناك اثنين في الهرم وفق المعطيات و الدراسة و المقارنة و الإحصائيات ..
.. لا يمكن أن نقارن به أحدا مهما كان ..
.. من حلمت بهم الوقت و استغلوا الفراغ عليهم أن يحترموا أنفسهم و يسألوا عن الخبير المتكامل ليتأكدوا ان عهد زواكي في المصارعة مليئ بالنشاط و بالحيوية و بالإنجازات و بالألقاب ..
و انا اسبح في الموضوع و في المصارعة التي كنت افطر بها و اتغذى و اتعشى على طاولة مع المرحوم الخبير الرياضي و المربي ، قولوا لي هل هناك اليوم مثل المرحوم العوفير و الحاج العبدي في التسيير ؟..
.. هل منذ 2012 إلى اليوم برز مثل زواكي و سيلفا و بنمنصور و خليفة و لشكر و مشفع و لقصيري و السواكن و طاهر و الماغوسي و ذو الفقار و كريبي و عميمرا و قندفيل و آخرون بالعشرات قد يطول الحديث لذكرهم …
هل نسيتم ما حدث في الألعاب الأولمبية بطوكيو .. ؟.. كيف سافر ممثل المصارعة المغربية الوحيد إلى قطر لوحده و لم يلتحق في الأخير بطوكيو و هذه حكاية لا بد من تحقيق فيها للوقوف على المأساة التي لا زلت اتذكرها ..
بباريس قصة تأهيل ممثلنا الوحيدة بدورها طامة عظمى ، و من شاهد كيف أسقط في رمشة عين إذ لولا حفظ الله و رحمته لتكسرت رقبته و أصبحنا في مهزلة أخرى !؟ ..
.. أين الأبطال و أين البطلات و أين تصرف الأموال و ماذا حققت جامعتنا من انجازات ؟..
الموضوع طويل و ها هي لائحةمن الارشيف للتذكير بما يسعى البعض لمحوه
المصدر : https://akadinews.com/?p=27056