قهوة الصباح/سعيد عقادي .

انتهى وقت الإقتراع  النهائي للإنتخابات التشريعية الفرنسية بالأمس ، و النتيجة أنه لم و لن ينته أبدا الغموض ، و تحد المشاكل و المآسي ، و يتوقف تكدير الخواطر و هذه هي الحقيقة يا سادة يا قراء …
.. الجبهة الشعبية تصدرت ب 177- 192 مقعدا .. تحالف اليسار في المرتبة الأولى .. التحالف الرئاسي ثانيا .. لكن في المجمل و في النهاية ، المبحوث عنها غابت ، هي الأغلبية المطلقة ، و لم يتأكد واضحا سوى أن فرنسا دولة عظمى تسير وفق مخططات مضبوطة ، و هذه هي الواقعية ..
.. فلا مانويل ماكرون يسود و لا مارين لوبن تضمن مكانة لها في الرئاسة و في التسيير وفق مبادئ حملاتها الإنتخابية ، و لا سيدي بوزكري يصل الى ما يرغب حسب هواه أو يريد حسب مبتغاه في تسيير فرنسا .. هناك سياسة عالمية مفروضة ، و في الأخير ، ما شاء الله وحده كان و ما لم يشأ لم يكن و لو اجتمعتم الجن و الأنس في صعيد واحد ، و بكل تأكيد يا سادة ..
.. هو فصل الخطاب كما نتوقع .. حتى و لو صنعت قوالبهم و طرق تمويهاتهم و فنون مراوغاتهم في مختبر لورانس ليفرمول الوطني يا إخوة ..
نعم . هذا هو الصفاء و الفعلية و الحقيقة التي تغيب عن الجمهور و عن العامة ..
.. كثيرة هي التجمعات التي تتبعناها بالمناسبة ، و المناورات التي سجلناها و موائد التحليلات التي مررنا عليها ، و الخطب ، و القيل و القال ، و كثرة الهضرة والتحاليل و تطويل الخطاب …
.. تبقى محترمة جميعها من زاويتي ، حتى و لو كان رأيي مخالفا لها . الذي سأدلي لكم بومضات منه باقتضاب شديد هذه المرة ..
.. بداية ، ارمز إلى أنه رأي لن يغيره لي لا مسؤول و لا إعلام و لا حب الملوك ..
.. أجل ، و دون أن أتيه مثل غيري في القشور و في الخوا الخاوي ، بعيدا عن الجوهر و عن اللب ..
.. أشير أولا ، إلى أنه تبين من جديد بأن فرنسا تبقى دولة عظمى بكل المقاييس .. واقفة على الساس .. كل خطواتها مبنية على العلوم التطبيقية المضبوطة و على السياسة العالمية .. إعلامها شامخ و قد قطع أشواطا هامة إلى الأمام و هو يلعب الدور الأساسي في إنجاح هاته الإنتخابات وفق ما هو مسطر لها بالتمام و بالكمال ..
.. بساحة الجمهورية مساء أمس ، اجتمع اليساريون مرددين خائفين فرحين ، بأن الحكم للشعب وحده .. لماري لوبن و للعنصريين بالمرصاد .. نعم للديمقراطية و للإنسانية .. لا للعنصرية .. و كلها شعارات مستهلكة .
.. اجتمعوا و نددوا و كم عبروا .. و قبلهم الأجانب و المسلمون كم تهوسوا و شككوا و فزعوا .. و لهؤلاء و لأولائك و لغيرهم اقول : ثقوا يا عباد الله في الرب عز وجل و عليه توكلوا .. فوالله حتى و لو فازت لوبن و اليمين المتطرف كله بالأغلبية الكاملة و ليس فقط بالمطلقة ، و أسندت لهم كامل الصلاحيات و اتفقوا ، لن يكون إلا ما شاء العلي الكبير وحده و لا شك في هذا أبدا ..
.. فلوبن و غيرها من المتطرفين ، ماذا عساهم أن يحدثوا و يغيروا في الكثير من المواضيع الشائكة ..!؟ ..
.. في الهجرة مثلا و في مراجعة مفهوم الجنسية ، أليس أغلبية المسؤولين الفرنسيين من جنسيات متنوعة !؟ .. أليس المهاجرون هم من يغذون بالدرجة الأولى و ينعشون الإقتصاد و التجارة و يساهمون بشكل كبير في لمعان فرنسا !؟ …
.. في موضوع الإسلام و محاربته و المكر له .. الخالق ضامنه و كفيل به .. نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون و نعم بالله …
.. لا خوف و لا شك و لا جدال في هذا و ذاك ، و ما أعداء الإسلام إلا خشيبات جامدة تحركها دوالب ضعيفة .. أين فرعون و هامان و جنودهما و غيرهم من الكفرة الهالكين ، و من التاريخ لنا العبر و الدروس السديدة ؟  .
.. لوبن صرحت في الأخير أن نصرها سيتأخر قليلا ، و عليها ان تعلم هي و غيرها بأن النصر ليس سوى من عند الله وحده الكبير المتعال الذي لا ينصر إلا من نصره ..
.. يا أيها الذين آمنوا أن تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم .. و كفى بالله ربا ..

المصدر : https://akadinews.com/?p=26175