قهوة الصباح/سعيد عقادي.
مباراة الأمس بين المغرب و الكونغو برازفيل ليس المهم فيها حسب رأيي كسب ثلاث نقط .. ان نبالغ في الفرحة .. ان يؤكدوا على اننا نتوفر على منتخب ينسينا الصدمة و يمكن لنا بمكوناته ان نحقق كل المبتغى ..
فالثلاث نقط هي باردة مضمونة ، مستحقة و الخصم ليس إلا ظلا ، منتخبا منهارا ، أكثر من ضعيف على كل المستويات و الدرجات .. كوننا لعبنا على أرضية ملعبنا ، أمام جماهيرنا ، و بالتالي في رأيي ان لم نسحقه بتلك الحصة فلا داعي ان نقول أننا بتاتا خارج تلك الأزمة ….
المهم من تلك المباراة التي أحسبها من زاويتي حبية ، ان الركراكي و طاقمه تمكنوا فقط من تجربة لاعبينا في مواقع لم يسبق لهم ان لعبوها ضمن هاته التشكلة .. أن فتحوا المجال لجل اللاعبين حتى يسجل لهم في سيرتهم الذاتية انهم لعبوا في اقصائيات كأس العالم ضد الكونغو برازافيل و هزموها بحصة ثقيلة …
.. ما أفرزته هاته المباراة أيضا من أهمية ، هو انها اطفأت غضب صنف من الجماهير الرياضية ، انها زادت في عمر لاعبين و أطر و هم يحملون قميصنا الوطني …
.. استغربت لمسؤولين كيف شاهدتهم و هم يتصنعون و ينفعلون عند اضاعاتنا لأهداف أو يفرحون عند وصولنا مرمى الكونغو ررازفيل و كأننا نلعب مع الكامرون أو السينغال أو نيجيريا أو مصر أو تونس او جنوب إفريقيا التي لا زالت هزيمتها لنا بسان بيدرو بالكوت ديفوارية تنهش افئدتنا ..
على من يلوحون بستة لصفر ان منتخب الكونغو برازفيل ليس هو منتخب الكونغو الديمقراطية و بينهما فرق و هوة …
.. الكونغو برازافيل من بين الدول الإفريقية التي يعاني شعبها من أوضاع اقتصادية سيئة وفقر شديد ، و أن الدولة تتخبط تحت عبء الديون .. أكثر من نصف سكانها يعانون من الفقر المدقع ، و تصنف من بين أكثر الدول فساداً في العالم كما يحكى …
.. هؤلاء الذين غلبناهم لم يلعبوا بملعب ببلادهم و اسألوا لماذا ؟ .. لم تكن لهم رغبة في حضور اللعب بالمغرب لمشاكلهم المادية و النفسية و لشعورهم بعدم توفرهم على منتخب كروي بإمكانه الصمود في وجه منتخب مغربي عالمي تصرف عليه الاموال الطائلة و الطائلة و هذه نقطة جد هامة وحدها يجب الا تجعلنا نفرح كل تلك الفرحة ..
.. هذه هي كرة القدم اليوم .. استفادات و تضليل و مكر و خداع ، الوسيلة فيها تبرر الغاية ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=25705