قهوة الصباح/سعيد عقادي.
اخي الودادي الرياضي ، اختي الودادية الرياضية .
.. يا من يفهمون في اللعبة ، و أرجلهم محفرة بملاعب الكرة .
.. يامن لعبوها في البرد القارص تحت المطر و في حر الصهد على التراب ، فوق الرمل ، على الأسمنت و المستويات و في المنعرجات و على الهضاب و في القاعات و في الخلا و لم يتقاضوا و لو سنتيما واحدا و لكنهم مع ذلك استفادوا معنويا و تفننوا فاسمعوا لهم اليوم من فضلكم لأنهم الاجدر و الأول ان يسمع لهم ، ليس للرويبضة الساعين للمصالح و الدرجات العلى …
.. يا من تتبعوا مثلي الوداد منذ الستينات في كل ملاعب الكرة .. في ستاد فليب قبل ستادونور و تمتعوا بالفنيات و الأخلاق و المعاملات و تلذذوا الأهداف السامية لهاته المستديرة.
.. يا من دخلوا الى جانب كل هذا و ذاك كهف الكرة المرصع بعلوم الرياضة . درسوا التقنيات و التاكتيكات و كيف تدرج الكرة حتى تدخل مرمى المنافسين بدقة ..
.. يا من عايشوا عهد مكوار و الحريزي و بلحسن بنجلون و التويمي محمد بن جلون و جضاهيم و السنتيسي و آخرون ممن هم الآن في الدار الأخرى .
.. اقول لكم انني و بامتياز من عشاق اللعبة ، ان الوداد منقوشة في الخاطر و البال و لم يسبقني لها إلا من ينتمي للجيل الذي سبقني و عددهم محسوب بالخشيبات ، معروف على الدف و يظهر من السماء و الله أكبر لا تبديل لخلق الله .
.. اقول لكم إخواني أحبائي بأن وداد اليوم تعيش أزمة.. منغمسة في أزمة .. ليس بسبب اللاعبين أو المدرب أو الجمهور أو ما يدور في المقاهي و الأزقة والبيوت . وإنما بسبب واحد ، هو من يمثل الفريق على كرسي الرئاسة و الزعامة . و هذه هي الطامة الكبرى .
.. بالأمس صدمني رئيس الوداد سعيد الناصري بما أقدم عليه على هرم اللجنة التقنية لما استغنى عن إطار مغربي مهم ، عن مدرب اقول عنه أنه مدرب عالمي و لا أبالي . لم يسبق أن التقيت به و لم اصافحه و لم احاوره ، و مع ذلك اعترف له ، و أشهد ، أنه من خيرة المدربين المغاربة الحاليين في وسطنا الكروي المتعفن .
.. مدرب مغربي شاب ، له كاريزما من نوع عالمي خاص ، خدم الوداد و ظهر نقشه و فنه على كل المستويات و في وقت موجز رغم تواجده في محيط ليس بالقويم و لا بالسليم يشد فيه الخناق رويبضة لا يهددون و يتسارعون سوى نحو المصالح و المآرب و يا اسفاه و عليها حسرة .
.. مع التاريخ اتحدث ، للوداديين الأحرار اتوجه و أشهد بان الوداد طعنها اليوم الناصري بإبعاده لمدرب مقتدر ، لشاب وديع هو عادل رمزي .
.. اشهد يا تاريخ ان مثل هؤلاء المسؤولين هم يقفون حجرة عثرة امام الرياضة المغربية على العمومي .. هم من قلبوا الحقائق و غيروا المعقول ..هم زرعوا بجهلهم للحقائق الخبث و التخرميز و التخربيق و هذا هو المعنى الصائب للمراد ذكره .. هم من يخافون عن مصالحهم و كراسيهم و يقدموا الأسياد و المخلصين المتمكنين كأكباش فداء .
.. طعن الوداد بإبعاده لمدرب مقتر من أجل الاطمئنان على منصبه و تهدئة الجمهور ، و الطامة الأكبر أنه بدله بمن هو بعيد كل البعد عنا .. بمدرب تونسي و الساحة المغربية تزخر بالأطر الكبيرة . و هذا المدرب كبير في السن ، وهن عظمه ، ضعف بصره و لا يقوى علميا و لا تقليديا على ان يساير الوداد ، نعم ليست له القوى و القوة و الاستعداد و الإمكانيات العقلية و الجسدية مثل المدربين الشباب المؤهلين و الموجودين بكثرة ، لا في مكانتها أو تحركاتها أو في ما هي مقبلة عليه من سباق و جهد مع ما ينتظرها من مسابقات و تظاهرات و إكراهات و هذه الحقيقة الحقة ..
ثقوا لا كرة .. لا رياضة .. المصالح هي القبلة و الله يسترنا .
المصدر : https://akadinews.com/?p=22685