درس مهم من مروة الطفلة .. مروة بائعة المناديل لكل سياسي بالمغرب .

admin
كتاب الرأي
admin9 مايو 2024
درس مهم من مروة الطفلة .. مروة بائعة المناديل لكل سياسي بالمغرب .

قهوة الصباح/سعيد عقادي.

.. الطفلة المصرية مروة بائعة المناديل .. درس بليغ .. قنبلة موقوتة لو وجدت أرضية صالحة و أتربة مناسبة لغيرت المفاهيم و أحدثت ثورة ليس فقط في الجري المغربي ، و إنما في كل الرياضات الأولمبية دون استثناء و أنا متأكد مما أقول من خلال تجاربي و خبراتي في هاته الحياة ..
.. من مروة ، الطفلة بنت الأحياء الشعبية المنحدرة من عائلات المساكين عدد كثير في المغرب و لا اشك في ذلك .. أمثلة كثيرة قد نصادفها في الكاريانات و في المدن القديمة و العريقة .. في الصحاري و في قمم و سفوح الجبال .. في المنعرجات و في الهضاب و السهول و على شواطئ المتوسط و الأطلسي و في الخلا و القفار …
نعم . لدينا مواهب أقسم بالله أنه لو وجدت مسؤولين إنسانيين من ذوي التكوين العلمي التربوي و الرياضي و الثقافي ، الواقفين على الصح المبين لصقلنا مواهب الخالق و ما أكثرها ، لأنتجنا ما نبهر به الخاص و العام و لقهرنا الروس و الجابون و الصين و المريكان …
.. الطفلة مروة التي تبلغ فقط عشر سنين و بينما هي منشغلة في بيع المناديل و تتبع استعدادت جري منظم على الطريق لصالح الأطفال ، منظم من طرف مؤسسة خيرية للقلب ، راودتها فكرة الجري و لو أنها لا تملك رسوم المشاركة و لا تتوفر على حذاء رياضي و لا تملك أمتعة رياضية مناسبة ..
.. القدر دفعها ان تتوسل للمنظمين بالسماح لها في المشاركة ، فقبلوا لها بذلك على سبيل جبر الخاطر دون أن يتوقعوا ما هو آت ..
..مروة ، تمكنت من سحق كل المشاركين .. تجاوزت كل المتسابقين .. سبقت المتدربين و المستعدين لهذا السباق من طرف الأساتذة و الخبراء و المدربين .. تمكنت من الظفر بالسباق و هي طفلة تشارك لأول مرة في سباق على الطريق و بتلبسها العادية .. لم تكن تعرف أي تاكتيك و لا كم جرت في تلك المنافسة .. لا كيف نافست ، و لا ما كان ينتظرها من خلال هاته المسابقة ..
.. على اي ، جرت و قهرت المال و العلم و أسس الجري و الجاه و النسب دون تهيئ أو تدريب أو تحفيز ، و في هذا كل الدروس و العبر يا إخوة ..
.. و انا اتأمل في هذا الدرس البليغ تذكرت من جمل ما تذكرت ، يوما نلنا فيه المرتبة الرابعة عالميا في كرة المضرب المصغرة بين أكابر الدول و يا لها من نتيجة عظمى ..
.. أذكر و الذكرى تنفع المؤمنين أنه في فترة ، فكرت الجامعة الدولية للتنس النهوض بهذا النوع الرياضي المصغر في المدارس الابتدائية ..
.. كنت ممثلا في العملية لوزارة التربية و التعليم المغربية و من جامعة التنس المغربي سي الغيساسي مديرها التقني و الأستاذة و البطلة محروش تلك المرأة الوطنية التي لا انسى تضحياتها ، العاشقة للتربية و التعليم و كرة المضرب  ..
.. تذكرت يوم سهرنا جميعا على تكوين و تدريب أساتذة و تهيئ فرق في جل المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة أنفا ..تذكرت يوم حضرت لجنة تفتيش من أعضاء دوليين و تتبعوا مباراة لتلاميذ أقل من ست سنوات و تم كانت القنبلة العظمى …

.. تتبعوا مباراة في التنس المصغر لتلاميذ من المدينة القديمة و هم دون ألبسة فاخرة أو أحذية رياضية و قدموا من الفنيات ما أبهر المفتشين و الإداريين و المسؤولين و الحاضرين من دول مختلفة … وقتها تأكد الأروبيون اننا بلد رياضي من الدرجة الأولى ..بلد يزخر بالمواهب و عشاق مختلف الرياضات ..
.. نعم تذكرتبالمناسبة 23 عاما قضيتها في الرياضة المدرسة.. فترة كم انجبنا فيه من اللاعبين الدوليين في القدم و السلة و الركض و الريكبي و الجامباز و حدث بكل فخر وعز و قد اجتمع حولنا وقتها أساتذة أبطال اساتذة عمالقة كبار .. مفتشون لا زال التاريخ يروي عنهم و عن مؤهلاتهم و مميزاتها و أخلاقهم و معاملاتهم فاللهم يا رب احفظهم على الدوام ..

 مروة ، أعطت الدرس البليغ ..

.. انا متيقن أنه لولا الرويبضة ، لولا إسناد المسؤوليات لغير أهلها في الكثير من المحيطات و لولا تغليب المصالح الذاتية عن المصالح العامة لكان المغرب ضمن البلدان الجد متقدمة في الرياضات و الفنون و الثقافات و كل مناحي الحياة و لا شك في هذا ..

هنيئا مرة أخرى لمروة التي كانت السبب في موضوع قهوة هذا الصباح.

رابط مختصر