قهوة الصباح / سعيد عقادي.
هل انا مضطر فعلا لأتنقل من مقهاي الشعبية البسيطة بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء ، منسلخا من فرحتي و سعادتي و نشوتي مع النخبة الحقيقية لأحضر مركب محمد السادس بالمعمورة . و ذلك من أجل ندوة صحفية بين رؤساء الاتحادات الكروية المنظمة لكأس العالم 2030 جمعت السيد لقجع و البرتغالي السيد فرناندو غوميز ، و كذا الإسباني السيد بيدرو و هي لن تفيدني في شيئ ..
.. نعم . اقول لمن ارمز اليهم انها لن تفيدني في شيئ . و ارجعوا لدرس التوكيد في اللغة العربية لتقفوا عن قاعدته .. أما توكيدي هذا فهو مؤكد بالخبرة و بالثقافة و بدروس السنين التي عشتها في المدينة القديمة بين أبناء الشعب الواعرين الوطنيين الاحرار …؟.
.. هل يحسب البعض انني فعلا سأكون انطلاقا من سني و من تجربتي و خبراتي و علمي بحقائق الأمور و كنهها فرحا مسرورا ان اتعب نفسي و اصرف من جيبي و طاقتي و جهدي من أجل فقط التبندير خلال هذه الندوة الصحفية ، و ليستفيد المتربصون من حضوري و ظهوري .؟٠
.. بالله عليكم بماذا ستفيدني تلك الندوة الصحفية و انا متيقن من انها لن تتطرق سوى لمخططها و منهجها و اهدافها .. لن تلبى مقاصدي و يجيب خلالها المعنيون بصدق عن اسئلتي و علو افكاري ؟.
.. بم سأشعر خلالها و العديد من الصحفيين الوطنيين المخلصين الأكفاء و أساتذة الإعلام غائبين في تلك القاعة ، و غيابهم هذا تستنج منه الدروس و العبر .؟ ..
.. لم حاولتم ملء القاعة بالسليم و بالمتوسط و بمن لا يقشع شيئا لا في علوم التنظيم و لا في علوم السياسة و لا في علوم الرياضة ؟..
.. هل في رأيكم ان كل الحاضرين سيفيدون القراء و المتتبعين بحضورهم . و انهم سيدونون و يحللون ما نطق به الرؤساء في تلك الجلسة و بما راج طيلتها ؟ ..
.. حاولوا ان تقارنوا بين لائحة الحضور و بين ما كتب عن الندوة ، و دون شك ستلاحظون الفرق و الثغرة و النقص و العبث و تدني المسؤولية و الصحافة المغربية !!! ..
.. هذا ليس بغريب عني يا ابنائي . نعم في كل مباراة أيضا ، ألاحظ ان منصة الصحفيين بالملاعب و اثناء الندوات تكون مملوءة . و عندما نعزم على قراءة ما كتب ، لا نلمس الا الناذر و الضعيف و المتعفن ..
.. المستحقون المفيدون اما غائبون أو متغيبون لينشط المسؤولون و هذه علامة من علامات الساعة .
.. الحمد لله كوننا عشنا زمن الرفعة .. زمن الصحافة الحرة .. زمن الشخصية .. زمن خدمة الرياضة الخالصة ..
.. ندوة الأمس، ذكرتني بافتتاح البرلمان يوم يحضر ملكنا المحبوب محمد السادس حفظه الله .. النظام التام .. اللباس الأبيض .. الجميع حاضر .. و الفرق شاسع بين هذا اليوم و ما سواه .
.. ندوة الأمس حضور لقجع وحده لفت الانظار .. جمع الجمع من كل الاطياف و النوايا و المقاصد .. فاللهم امتنا يا رب على صباغتنا ، لا تكلنا لغيرك .. لا تجعلنا ممن ينتظر من مخلوق ، نظرة أو ابتسامة أو رضى أو مصلحة أو منفعة و اشهد يا تاريخ .
المصدر : https://akadinews.com/?p=21246