قهوة الصباح/ سعيد عقادي.
عجلة المدربين و المديرين التقنيين في بطولاتنا الكروية لا تستقر على حال كما الفنا وعهدنا ، و على هذا المنوال اعتدنا و واظبنا ..
.. دورتان فقط عن انطلاقة بطولة هذا الموسم و بدأنا نسمع في كواليس بعض الأندية عن تغيير المدرب و هذا ليس بالغريب و لا بالأمر العجيب علينا ، لأننا ننتظره كما نتوقع الظلام بعد غروبها .
.. المؤسف ، اننا نتوقع عودة المسيرين الى التنقيب في الخارج و في تونس او الجزائر او في فرنسا او مما يبعث عن الحسرة و الاسى عمن يسد الثقب و يشغل المهمة ، لا من يبدع أو يصحح و يحصد الألقاب . و في المقابل بالطبع ، دفع مؤطرينا و مدربينا الى الاستلقاء في طمأنينة بمقاهي الدروبة و في محيط البطالة الواسع المؤلم .
.. فبالله عليكم بالمناسبة يا رؤساء الاندية ، أين نحن من شخصية الفرنسي جورج بولون المدير التقني الوطني السابق للمنتخبات الوطنية بفرنسا ان كنتم حقا تعرفونه أو اطلعتم عن سياسته الكروية ؟ .. اين انتم من قولته الشهيرة عام 1970 لما صرح بأننا سنضع بفرنسا فلسفة كروية و نظاما علميا دقيقا لن نحتاج بعده ابدا لأي مدرب اجنبي لمنتخبنا الأول ، و نكون بفضله من احسن المنتخبات الثلاث في اروبا ؟.
.. نعم . بفضل ذلك الزلزال القوي الذي أحدثه في مراكز التكوين بفرنسا و في دقة الشواهد و كفاءات المؤطرين و المديرين التقنيين بالمدارس و بالجهات و بالمنتخبات حقق المبتغيات و أرسى الآمال و الأهداف .
.. فكما قلت بالأمس في 1984 فازوا ببطولة اروبا للكبار و بطولة اروبا لأقل من 17عاما و بألعاب لوس انجلس الأولمبية ، و غزوا عالم الكرة طولا و عرضا بلاعبيهم و مدربيهم ، كما حققوا الاكتفاء الذاتي على مستوى مدربي منتخباتهم . و كل هذا لم يكن مقنعا لطموحاتهم و رغباتهم لما اعتمدوا على الفرنسيين فقط في تدريب فرقهم .
.. سياستهم الانتقائية هاته في تدريب فرقهم ، طرحت تساؤلات و تساؤلات و دفعت بالباحثين في علوم الرياضة للوقوف عن هاته النقطة المثيرة للجدل ..
.. فعلى سبيل المثال لا الحصر أكدت الدراسات انه من 1920 لعب الكثير و العديد من لاعبي المغرب العربي و من جزر الدومبتوم بالمنتخب الفرنسي ، و تألقوا في البطولة الفرنسية ، و ان من هذه المواهب رغم القلة القليلة جدا التي حصلت عن شواهد تدريبية عالية ، على رأسهم المغربي سي حسن حرمة الله الحاصل على أعلى دبلوم D.E.P.F ~ دبلوم المدربين المحترفين في كرة القدم ~ ، و مع ذلك اغلقت أبواب تدريب الفرق الأولى الفرنسية في وجوههم ، مع الإشارة أن دبلوم حرمة الله هو نفس دبلوم ايمي جاكي ، فينغر و جيرارد وييي .. و سبق لمغربنا الموهوب المجد ، أن كان أصغر مدرب في الثمانينات مع نادي رسينغ كلوب داراس يوم كان لاعبا و عميد فريق و مدربا ..
.. فرنسا تعتمد على اطرها و لا ترضى بمدربينا الأكفاء كسي حرمة الله ، الذي تفوق في نيله لشهاداتهم بنقط عالية و احسن بكثير من اطرهم ، و نحن نستقطب مدربيهم و نقصي مؤطرينا ..!!!!!؟؟؟؟.
.. غرابة و تعجب و الله ، و الغريب و العجيب من هذا التعجب و هذه الغرابة، هو ان من مسؤولي انديتنا ما لا يحلو لهم إلا الأجنبي ، و هذا ما يثير أيضا الشكوك و التساؤلات ..
في المقابل ايضا ، نتتبع كيف ان جامعتنا تعتمد على تقنيين أجانب و توليه كامل الإهتمام و المغربي حرمة الله في بيته راكنا ، لا من يسأل ؟ و لا من يرغب الاستفادة من خبراته و موسوعته؟
المصدر : https://akadinews.com/?p=20037