قهوة الصباح بعيدا عن الفانكفونيات / سعيد عقادي.
.. لمن لا يعرف شخصي الكريم ، و حتى لا يحدث اي لبس أو تشكيك أو التباس ، أو يحاول احد من الأبناء ان يركب على قولي ، يرفرف أو يقفز أو ينتقد .
.. اجل . اقول و اوضح و اؤكد لكل من سولت له نفسه الآن التدخل سلبا أو حاول ان يتعنتر، ان الوطنية منا تنبعث ، اننا في الداخل ممن ضحى و يضحي بالغالي و الثمين من أجل مقدسات هذا الوطن العزيز .. اننا ممن ينتقد ، يوجه ، يصلح ، يقف سدا منيعا امام اي ظلم أو ظالم أو خلل او اعوجاج متذبذب ، لكن بالخارج نحمد الله ان التاريخ يسجل .. يدون اننا سفراء صالحين مميزين .. نحارب كل من يمس المقدسات و الهوية .. نواجه كل من سمس الحامل بصفة المغربية ، كل من يتكلم عن مغربنا بالسوء حتى و لو كان في نقط على صواب ..
.. بالداخل . قد نتواجه بكثرة ، نناقش بحدة .. نتخالف و نتفارق على اكثر من مرة.. نؤاخذ بعضنا البعض دون ضرر أو ضرار .. لا هدف يجمعنا إلا الإصلاح و الله و الوطن و الملك . و في نفس الوقت مؤمنين أن مقدساتنا ان كنا بالخارج هي خط أحمر مضاعف متين .. لا نقد و لا حديث عن النواقص ، و لأدخل الى صلب الموضوع .
.. حدثني صباح هذا اليوم اخ من إيطاليا ، و من بين ماتجاذبناه اثناء حديثنا مشاكل عودة المهاجرين بالمغرب لقضاء العطلة ، و تأثيراته النفسية و البدنية و الزمانية على إخواننا و هم يزورون البلد في هذه العطلة .
.. اقول ، انه رغم المجهودات المبذولة ، و الخدمات ، و التضحيات ، و ما يسهر على تطبيقه من تعليمات لصاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله السامية في خدمة المغاربة المهاجرين و تسيير شؤونهم و أغراضهم الإدارية و تبسيط كل القوانين الإدارية في وجوههم .. رغم هذه الجهودات و غيرها لازالت المشاكل قائمة .. لازال المواطنون المغاربة يعانون و يعانون اثناء عطلهم بالمغرب .. .. لازالت الشكايات قائمة .. كل مرة نسمع عما لا يعجب و يؤثر سلبا على إخواننا .
.. عطلتهم ليست بعطلة .. فترة جحيم اعتبروها .. لا استمتاع و لا تذوق لجلوس مع الأحبة .. صراع و ضغط و ضياع للوقت من أجل قضاء وثيقة إدارية .. و سير و سير .
.. شخصيا و اثناء عملية مرحبا 23 كنت قد سافرت الى فرنسا من اجل العودة مع ابنتي و فلذات اكبادها عبر سيارتها .. أولا مخافة عليهم من مشاكل الطريق ونهابها و عصاباتها و ثانيا لتستعين بي في سياقتها ..
.. اثناء الرحلة و منذ ان وطأت رجلاي الباخرة المتجهة الى طنجة سجلت ما نزل علي كالصاعقة . و نحن مرهقون ، منرفزون ، منهكو القوى .. موظف واحد من وزارة المالية لكل من في الباخرة من أجل وثيقة تسجيل دخول السيارة .
.. طيلة الرحلة ، و مدة طويلة بعد الوصول و نحن واقفون ننتظر قضاء الحاجة … تسائلنا جميعا لماذا الوزارة لا تكلف ثلاثة موظفين عوض واحد لتيسير الأمر و المسافرون ورائهم الطريق ربما الى الجنوب او الى الصحراء ؟
.. ما الحلول الناجعة لفك المعضلة و تفتيت عوامل الازمة ؟..
.. يجب تخصيص مكاتب في كل الإدارات للمهاجرين و بوفرة .. .. يجب التعامل معهم بالاخلاق العالية و بالمعاملات الجيدة وهذه نقطة أولى.. يجب ان يتم إرضاؤهم بالدرجة الأولى و هذه الخاتمة الأسمى.
المصدر : https://akadinews.com/?p=19252