قهوة الصباح / سعيد عقادي .
رغم الحركة و النشاط و التآخي و تبادل المصالح و الزيارات المتعددة لفرنسا ، كنا دائما نحمل في اعماق قلوبنا و بين اضلعنا ألما و حزنا عميقين لجماد هذا البلد في عز الحر بخصوص وحدتنا الترابية و عدم كشف مسؤوليه عن موقف إيجابي نحو قضيتنا المقدسة ..
.. كنا دائما نعاني و فرنسا معنا ، بجانبنا ، في اعماق قلوبنا و نعلم انه بيدها العقد و الحل أو على الأقل تقديم ما بوسعه التخفيف من معاناتنا و تقديم مساعدات ايجابية لانهاء طغيان الأعداء و وقف عنادهم و تظلمهم علينا بخصوص وحدتنا الترابية .
.. سرنا على هذا المنوال . و الواقع بقي هادئا الى ان ظهر لنا بجلاء ان قريبتنا ما اقدمت على ذلك و لا حاولت .. فلا هي ممن كشفت بوضوح عن نواياها ، و لا هي ممن قدمت ما يبدد السحاب المتوقف .
.. هكذا عشنا ، الى ان قسم و بدد ذلك ملكنا المحبوب محمد السادس حفظه الله بحسن بصيرته في ذلك الخطاب المولوي التاريخي الحاسم # اما و اما # ليسطع على التو امامنا ما لم يكن في حسباننا ، فاصبحت الشقيقة فرنسا بسبب مسؤولين عاقين ترمينا بوابل من القذفات و الأضرار في العلن دون مراعاة لتاريخنا و اخوتنا و علاقاتنا و محبتنا ..
.. نعم . تضررنا كثيرا جراء قبضتهم الحديدية للفيزا و بعدها تدريجيا بما صدر منهم تجاه صحرائنا المغربية الكبرى .
.. صدمنا و تعذبنا و تأزمنا للطعنات الغادرة لاننا بكل صدق تربينا على ان فرنسا هي بلدنا الثاني ، هي بلد الديمقراطية و الانسانية و مركز الحكمة و الرزانة .. كانت النبراس و المثال و النموذج في مسار حياتنا بسبب ما غرسه السلف الصالح في نفوسنا و نقلنا زرعه بدورنا في نفوس ابنائنا و اليوم سلمنا نفس المشعل لاحفادنا .
..اليوم . شاءت الاقدار ان تحمل لنا الجديد الملفوف بالغرائب و بالعجائب و بالمفاجئات حتى أصبحنا نلمس كيف ان مبادرات بعد المسؤولين الفرنسيين الذين لا ندري من اي كوكب سقطوا علينا تمكنت من تفرقة الوالدين و ابنائهم و احفادهم .. و الفصل بين الإخوة و بين الأهل و الاحباب و الاصدقاء . و من حرماننا من زيارة الأراضي الفرنسية التي عليها آثارنا و آثار اجدادنا و من يلينا .
.. بعد فعلة الفيزا هاته المستنكرة ، قرانا و سمعنا ان مسؤولين فرنسيين مسونا في مقدساتنا .. مالوا الى الجزائر و هذه سقطة أخرى .. وصلتنا اخبار عنهم انهم يحفرون لنا هوة من جوانب أخرى .. لكن مع كل هذا و ذاك و غيره نبقى نؤمن ان اولائك المسؤولون العاصون في نفق مظلم .. في مسار مسدود .. لن يربحوا شيئا لا من الجزائر أو من أعداء المغرب .. و ان ذلك اليوم آت . ذلك اليوم الذي سيندمون فيه على مس العلاقة المغربية الفرنسية بالشوك المؤلم ..سيرجعون عن غيهم و المغرب جزء منهم .
.. في انتظار ذلك اليوم القريب القريب هل هناك من يتفق معي على الا نخرج الى العيب مع فرنسا ..الا نغضب .. الا نعكر الأجواء .. ان نتمسك باخلاقنا العالية .. ان نتعامل مع الأحداث بالحكمة و الرزانة و الموعظة الحسنة .. ان تبقى فرنسا هي فرنسا بالنسبة لنا ، و العلاقات متينة و الروابط متعددة ..
نعم . يجمع بيننا و بين فرنسا و الفرنسيين التاريخ و الدم و الانسانية شئنا ام ابينا .. بيننا فرنسيون اعزاء و وسطهم اباؤنا و ابناؤنا و احفادنا و كيف بالله يرغب البعض منا و الكثير من المعادين لنا لله في سبيل الله في التصعيد و توسيخ تلك الروابط النقية الصافية ؟ .. مستحيل مستحيل مستحيل و ثقوا بي ان الليل لا بد له أن ينجلي .. سيتبدد السحاب .. ستصفى السماء ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=13313