عقادي سعيد .
غادرنا المرحوم عمر سليم الى دار البقاء في صمت .. بخزان مليئ بالتجارب و بالأحداث .. بالذكريات و بالمسؤوليات ؛ التي لن يجمعها لا كتاب واحد بل مجلدات ؛ و لا يمكن أن تحيط بها في ساعات قليلة حتى و لو كنت ذكيا و وهبك الله ذاكرة قوية و كنت من العباقرة الشداد ..
.. رحمات الله عليه ؛ متضرعين الى الواحد القهار ان يدخله فسيح جنانه ؛ مع تعازينا المؤثرة لكل أفراد عائلته الصغيرة و لكافة الأسرة الإعلامية ممن يعرفون قيمته و يقدرون مواهبه و كفاءاته ..
.. كنت دائما ؛ و لا زلت الح على الأرشيف .. على جمع المستندات و التدوينات…
.. لا اخفيكم ان المرحوم عمر سليم شخصية قل نظيرها بين الإعلاميين ؛ و اقول عبر العالم ليس فقط على المستوى الافريقي و العربي .. رحل المرحوم سليم و رحل معه خزانه و يا له من خزان و ربما لم يدون !!! ..
..كم كنت انصت اليه و الى حديثه و حكاياته و تجاربه و مسؤولياته و ما راكم من احداث و عايش من مفرح و صادم … ان حدثك رحمه الله لن يتوقف عن الحكايات .. و ان سمعت اليه فلن تمل من حديثه و حكاياته ..
.. يوما بالمعهد العالي للصحافة عند سي احمد طلال القى عرضا عن حياته المهنية .. كان العرض عرضا قيما و لا أروع .. اطرب و أبدع و أوضح و كشف عن المستور ؛ و يا ليت ذلك العرض قد تم تسجيله ..
العباقرة يرحلون في صمت .. و التافهون بسطوا نفوذهم …
.. كان عمر و سليم رحمه الله لدى من عايشوه و عرفوا قدره .. و في فترة قصيرة سيصبح في غياهب النسيان و كأنه لم يكن ؛ ليتجدد لقاؤنا عند الذي لا تخفى عليه خافية و منه افضل الجزاء .
المصدر : https://akadinews.com/?p=19239