قهوة الصباح/ سعيد عقادي.
.. اعلم ان العالم يغلي بالأحداث و بالاخبار و بالموجعات . و ما اكثر المواضيع التي خطرت الان بالبال وافكر في انتقاء واحد منها في قهوة هذا الصباح . لكن ، و اليوم يوم الجمعة و صلاة الجمعة تنتظرنا في أجواء دينية حميمية بمدينة نيس الفرنسية ، حيث يجتمع المسلمون من كل عرق و قارة و فصيلة يقفون وقفة رجل واحد في محطة مفرحة مؤثرة لا تؤكد سوى ان الاسلام و الحمد لله في انتشار واسع دائم في ارجاء كل بلاد العالم و لو كره الكافرون ..
.. و اليوم يوم الجمعة قلت ، فرحتي فرحتين ، ثانيهما انني اخترت لأخص قهوة صباح هذا اليوم لمن ترونه على الصورة ..
..باقتضاب . اذكر اننا نشأنا معا في درب الطليان ، داعبنا الكرة معا ، جمعتنا الرياضة على المحبة و الأخلاق و الفضيلة و حسن المعاملة الى ان جمعتنا الاقدار اليوم بقلب مدينة نيس الفرنسية ..
.. فما يزيد عن العشرين سنة لم التق به . لكنه كان دائما في القلب و في الذاكرة لكثرة ما جمعتنا الكرة في كل ملاعب البيضاء بدون مبالغة ، و لاجمل ذكرياتنا مع المستديرة .
.. اظن ان ملامحه تغيرت ، لذا اخبركم انه عبد الحق شهاب حتى ازيل كل ضبابية و اقربه اكثر لمحبيه القدامى في كل الملاعب خاصة وانه حمل قميص مجموعة من الاندية المتميزة و كان نجما بكل شفافية …
.. مع شهاب جلست في نيس مقر إقامته و العائلة .. شربنا قهوة .. تحدثنا .. و الحقيقة ان الحديث معه و الجلسة و شرب القهوة من نوع آخر يا سادة .
ان تجلس مع أصدقاء و اولاد الدرب الذين ادرت معهم الكرة في ذلك الزمن الذهبي و ايضا في الغربة ، فهذه نعمة .
.. تبارك الله ما شاء الله ، اخي شهاب يتوفر عكسي تماما عن ذاكرة قوية ، و لا اخفيكم انه سرد لي و تحدث لي و ذكرني بكل صغيرة و كبيرة .. ذكرني بكل ما غاب و محي من ذاكرتي الضعيفة ..
.. فتح لي اخي شهاب هاتفه المليئ بالصور المعبرة فرجعت بي الذاكرة الى تلك الأيام الزاهية .. تذكرنا الملاعب و الاصدقاء و اولاد المدينة .. دفاع عين السبع و فرقة علال و فرق المدينة العاتية و النجوم الكبيرة وقتها حتى و لو انها لم تلعب لا في صفوف الوداد أو الرجاء و لا مع الراك أو الطاس أو نجم الشباب و اللائحة طويلة …
.. اقضي الآن فترات جميلة مع أخي شهاب .. فترات عزيزة غالية نتذكر خلالها ذلك الزمن الغالي و جيله الذهبي ..رحم الله من فقدناه و ما أكثرهم .. تذكرنا ولد بلعيد ، رضوان ، الفداني ، الحسين ، حميد ، عبد الرحيم ، الكوشي و سير وسير اللهم ارحمهم و اغفر لهم جميعا و لسائر المسلمين ..
..و للتاريخ اشهد ان الاخ شهاب منحه الله الذاكرة و اللياقة البدنية القوية ..
.. لعب في خطوط الهجوم كالحربة المركزة .. هداف .. امثله اليوم بالنصيري في الارتقاء و اختراق الدفاع و القذفات القوية من بعيد .
زمن ولى .. و الحق انه افضل من الازمنة التي تلته ، لا كرة و لا اخلاقا و لا معاملات .. و يبقى هذا رأيي و دون شك رأي كل من ذاق حلاوة تلك الحقبة من ذلك الزمن الرائع الوضاء .
المصدر : https://akadinews.com/?p=14525