قهوة الصباح يكتبها سعيد عقادي .
كلما حللت بجنوب فرنسا ، و استقريت بمدينة نيس عاصمة الالب البحرية في الكوت دازور ، و جالست العائلة و الاحباب و الاصدقاء ، الا و سمعت عن معاناتهم في إعداد وثائقهم الإدارية المغربية و ما يكابدونه من مشقة في الحصول عليها ، لسبب واحد هو ان مدينة نيس و نواحيها لا توجد بها قنصلية مغربية و هذا ما يجبرهم بالتالي التنقل الى مدينة مارسيليا التي تتواجد بها قنصلية عامة و الفرق بين نيس و مارسيليا مسافة حوالي 215 كلم ذهابا و مثلها ايابا ، الأمر الذي يتطلب تخصيص يوم لاعداد وثيقة ، اضافة الى باقي المصاريف الاخرى التي ليست بالزهيدة ، لأقول إنها فعلا مكلفة …
.. هذا المشكل القائم منذ سنوات و سنوات ، تزداد تعقيداته و حدته يوما بعد يوم بتزايد المغاربة المقيمين في هذه الجهة بفرنسا . مع الإشارة إلى أن المغاربة هنا سبق لهم مرارا ان عقدوا اجتماعات من أجل الإتصال بالمسؤولين بوزارة الشؤون الخارجية و التعاون الافريقي و المغاربة المقيمين بالخارج ، و فعلا راسلوهم في الموضوع و طالبوهم بإحداث قنصلية بمدينة نيس لحل المشكل ، لكن لحد الساعة لازالت الوضعية على حالها .
على اي . و انا أشير من جديد الى هذا المشكل المؤثر و اطرح هذا الواقع المرير لعل المسؤولين بالوزارة المحترمة يقدرون الموقف و يضعون حدا لسخط و معاناة هذه الشريحة من المهاجرين المغاربة بالخارج ، أجد ايضا نفسي مضطرا من باب الموضوعية و الانصاف لاشير الى نقطتين هامتين وجب معرفتهما .
اولا ، ان وزارة الشؤون الخارجية المغربية و التعاون الافريقي و المغاربة المقيمين بالخارج كيفما كانت وضعية اخواننا في نيس اتوقع و واثق من ان هذه الوزارة لها مبررات و حجج قد تقنعنا بها في عدم ارضاء المشتكين و عدم احداث فوري لقنصلية بمدينة نيس ، خاصة و أننا ندرك انها تعمل من منطلقها و وفق اهدافها المسطرة كل ما في وسعها و جهدها لخدمة و اسعاد المهاجرين المغاربة في كل بقاع العالم ، اللهم ان وجد عائق فوق طاقتها كما قلت .
ثانيا ، سبق لي في سنوات خلت أن زرت القنصلية المغربية العامة بمدينة مارسليا .. تفقدت مرافقها و مصالحها ، تاملت في معاملة موظفيها للزائرين ، تمعنت في طريقة عملهم و خدمتهم للمغاربة المهاجرين هناك ، فلم اسجل و الله يشهد على ما اجزم و اقول الا ما افرحني و اسعدني و دفعني من بعد تلك الزيارات المؤثرة ان ابعث بشكر و تنويه للسيد القنصل على جدية الطاقم هناك و تفانيهم في عملهم .
.. الاربعاء الماضي ، شاءت الاقدار ان اقوم بزيارة جديدة لنفس القنصلية من أجل غرض إداري و لم اسجل مرة اخرى الى ما جعلني اعتز بموظفينا هناك و افتخر بهذه الوزارة ..
.. فاي استقبال بدون مجاملة ؟ واي تعامل و اي مساعدة و اطمئنان بكل موضوعية ؟ .
.. سرعة فائقة في قضاء حوائج المواطنين المغاربة مع البشاشة و المعاملة الطيبة . و لعل ما دفعني ايضا الى جانب كل هذا لاتطرق في قهوة صباح هذا اليوم الى هذه القنصلية ، هو ذلك الاستقبال الإنساني و اللطيف الذي خصتني به نائبة القنصل العام السيد سعيد بخار السيدة مرية كاونو .
.. ما اضيفه من شعور في الموضوع ، هو انه رغم سروري و تسجيلي لروعة طاقم القنصلية هناك ، فإنني في الحقيقة لم أكن محظوظا يومها لان السيد القنصل الذي كنت ساجري معه حوارا و اسجل معه برنامجا كان في عطلة . لكن مع ذلك ، ابقى مدينا اولا و اخيرا بالشكر و التنويه لنائبته المقتدرة السيدة مرية التي كانت خير نائب . اولا لاستقبالها و معاملتها لي بطريقة مثلى ، و ثانيا لتعهدها لي انها ستحاول ضبط موعد لي مع السيد القنصل فور عودته من العطلة حتى نكشف لمهاجرينا بنيس عما ستلجأ اليه الوزارة من اجل حل مشكلهم المطروح .. فاللهم يسر الأمور و بارك فيها ، مع تحياتي و امتناني لكل العاملين بهذه القنصلية .
المصدر : https://akadinews.com/?p=14484
