بقلم : وفاء قشبال
سؤال ما قيمة ميدالية العاب التضامن الإسلامي ؟ سؤال مشروع . خصوصا في ظل غياب التنافسية.
ما قيمة ميدالية نحاسية في مسابقة انطلقت ب 4 عداءات فقط لاغير كحال المغربية التي حلت ثالثة بعد عدائتين بحرينيتين.في مسافة 3000متر موانع ضمن العاب التضامن الإسلامي بتركيا.
وما معنى ان تسعد وتدعي الفرحة العارمة بتحقيق “المعدن النفيس” في مسابقة ما ، فقط بفضل تعثر المنافس المتقدم عليك بأكثر من 20 مترا و كان قد حسم الفوز ولا يفصله عن خط النهاية سوى30 او 40مترا،عندما سقط متعثرا ،وهو يتجاوز المانع الأخير. فينظر إليك وحال لسانه يقول لك : تفضل أعبر خط النهاية، هدية لك من الأقدار، التي هزمتني انا ومنعتني من عبوره، ولم تهزمني قوة عدوك ولا قوة سرعتك النهائية…وبيننا المدمار و الزمن.
وما معنى ان تملأ الدنيا صارخا باحراز ميدالية ذهبية في العاب التضامن الاسلامي، من لعب مباراتين او 3 كما هو الحال بالنسبة للرياضات الدفاعية،في الوقت الذي يلعب أبطالها 3 مباريات على الأقل في الأدوار التأهيلية فقط قبل بلوغ دور الربع.
قد يقول قائل ان غياب بعض الدول في العديد من المنافسات لا ينقص من قيمة ابطالنا نعم، لكنه يؤكد بالقطع و المطلق على ان هاته الالعاب ليست بالمستوى العالي لا المحك الحقيقي لابطالنا،وكذلك ميدالياتها،بالتالي اتركوا الادعاءات
جانبا ولا تغالطوا الرأي العام الرياضي، لأن اليوم ليس كالامس والأجيال تتفوق على سابقتها، والحمد لله على “القنوات الفضائيات” التي جعلت البطولات و الدوريات و المباريات بين يدي الجماهير في كل بقاع العالم ، فأصبحت الأمور مكشوفة لاتدع مجالا للمزايدات. وعليه فعلى الهيئات واللجن و الجامعات الرياضية ان تستشعر تطور الجماهير جيلا بعد جيل وان تحترم ذكاء المغاربة ، فإما الميدالية عالمية أو اولمبية، وإلا فلا تزايدوا علينا بميداليات لا تتسابق الدول لاحرازها ولا تدفع بابطالها للمشاركة فيها، ولا توهمونا بتحقيق انجازات “فارغة” للتغطية على الفراغ الذي تمر منه الرياضة المغربية،وحصيلة الدورة المتوسطية وهران2022،دليل قاطع،دون العودة إلى دورة طوكيو الاولمبية، وبطولة العالم لألعاب القوى الأخيرة التي عاد منها البقالي بذهبية واحدة لا تحفظ حتى ماء وجه رياضة تعد قاطرة الرياضات وطنيا.
…غير ذلك”بصحتكوم”السفريات من دولة لدولة بحجة مرافقة اللاعبين او حضور اجتماعات الاتحادات الدولية و غيرها.
وجه الانتقاد هنا، ليس موجها لبطلاتنا و ابطالنا بالاساس، بل بالعكس،كل التقدير و الاحترام لعرقهم وتضحياتهم على كل حال. إنما أيضا الأمر يهم المال العام، المرفوض هدره دون نتائج تذكر او استغلاله من قبل فئة معينة لتحقيق اجتماعها و اغراضها الشخصية. بمعنى أن الانتقاد موجه للمسؤولين الرياضيين والأجهزة الفنية و الإدارية داخل اللجان و الجامعات الرياضية التي تستغل أي مشاركة خارج أرض الوطن لتبدأ في التهليل والتطبيل، لتمويه وايهام الجميع ان الرياضة بخير وهي بحاجة فقط للرفع من ميزانيتها، التي يتصرفون فيها كما بشؤون وللأسف لا يستفيد منها لا الأبطال ولا مجال التأطير و التكوين ولا التجهيزات الخاصة بالنوع الرياضي.
ومن زاوية أعلى وارقى، وباعتبار تواضع هاته الالعاب وعدم قدرتها على استقطاب اعداد و اسماء كبيرة من رياضيي الدول الاعضاء،خصوصا و انها غير مصنفة،وغير مؤهلة لبطولات عالمية..، لما لا تستغل ميزانية هاته الالعاب في دعم مشاريع تنموية في مختلف دول منظمة التعاون الاسلامي وتقديم المساعدات للفقيرة منها؟؟؟
وعلى فرض أن ألعاب التضامن الاسلامي هاته، لها فلسفة تضامنية ديبلوماسية ورياضية..، يستعصي على العقول فهمها،ولا يستوعب كنه هاته الفلسفة إلا مهندسو هاته الالعاب انفسهم، فلا أقل ان يجتهد الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الاسلامي في تحفيز الدول الاعضاء على المشاركة بابطالها وفي كافة الأصناف الرياضية، إن بالفرض والالزام”الاخلاقي”حتى، او عبر التشجيع و التحفيز،خصوصا و أن الالعاب تبقى متواضعة و لا ترقى حتى لمستوى بطولة محلية في الكثير من الأصناف الرياضية.
للاشارة، الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الاسلامي،هو احد اجهزة منظمة التعاون الاسلامي،تأسس سنة1985 ويراسه عبدالعزيز تركي آل فيصل ،مقره جدة بالسعودية
المصدر : https://akadinews.com/?p=11175