قهوة الصباح/ سعيد عقادي .

ظهور عبد الإله الجبوني الملقب – مول الحوت – أشعل فتيل جدل كبير داخل الأوساط الإجتماعية في المغرب بكل فئاتها الغنية ، المتوسطة و المحتاجة ..

.. الجبوني ، أعاد إلى الواجهة طرح إشكالية غلاء الأسعار متحديا الأثمنة الباهظة .. حيث من خلال السردين حطم الرقم القياسي للأثمنة ، خمسة دراهم للكيلو فقط . و ما هذه القفزة النوعية يا سادة ؟ ..
.. ظهور عبد الإله على الساحة المراكشية بهذه الحلة المثيرة أضحى قاب قوسين من أن يصبح بطلا وطنيا ، و تبقى وراءه الكثير من الأسئلة المطروحة …
.. بعد ظهور عبد الإله مول الحوت ظهر هناك – عبد الإله جديد – يعلن بيع كيلو دجاج ب 15 درهما و هنالك – عبد الإله ثالث – في رواق الجزارين يحدد بيع كيلو من اللحم بخمسين درهما . و ما هذا الحدث المثير يا إخوة ؟ ..

.. ما هذه الخرجات المميزة التي تخلف ورائها الكثير من التأملات و الشكوك و الأسئلة العالقة ؟ ..
.. من حقنا كمواطنين و كانتمائنا لأولاد الشعب من الطبقة الفقيرة و المتوسطة أن نرحب بهؤلاء الأبطال الثلاثة ، ليس فقط في وسائل التواصل الإجتماعي ، بل و أيضا في الواقع الإجتماعي المعاش ، الواقع المتسم بغلاء الأسعار و الممثل في الأثمنة الصاروخية ذات الرؤوس النووية و الأبعاد الدقيقة ..
.. لا أخفيكم أننا مع الطرح .. مع الإستفادة .. مع نشر البهجة في نفوس المواطنين و خاصة من هم من ذوي الحاجة .. ممن اشتاقوا للحوت و للدجاج و للحم و تيسير العيش رغم الأزمات الملموسة .. لكن ، بكل صدق ، من حق الكثيرين أيضا أن يتسائلوا هل هؤلاء الأبطال تلقائيين ؟ .. ما هي أهدافهم و مراميهم ؟.. هل هي  الشهرة ، كثرة المشاهدة و المال ، أم  ظهروا في إطار موجة منظمة تقودها تيارات أو تسيرها هيأة أو منظمة ؟ ..
.. ما يعزز التساؤلات المسجلة ، هو تزامن ظهور هؤلاء الثلاثة ، مول الحوت و الدجايجي و الجزار في هاته الفترة بالذات ، فترة ارتفاع الأثمنة بشكل مثير ومع حلول شهر رمضان الكريم ، شهر العبادة و مضاعفة المصروف ، إضافة كذلك إلى الحملة الإعلامية و الفيديوهات المحاولة لإثارة انتباه العامة ..
.. في كل الأحوال هؤلاء الشباب الثلاثة المميزين و الممثلين للوجه الأفضل للشباب أنسونا بسرعة 12 شابا المنتمين لداعش و الذين تم توقيفهم مؤخرا في إطار محاربة الإرهاب ..

المصدر : https://akadinews.com/?p=30298