قهوة الصباح/سعيد عقادي.
.. ما أظن أن من كان وراء رمي الصحفي حميد المهداوي في السجن فاز و انتصر ..
.. أنه حقا أشبع نزوته .. غذى هواه و أرضى رغبته و تفوق و توفق ..
.. فوالله في رأيي السليم الصحيح و أنا بعيد كل البعد لا عن المهداوي و لا عن كل صداع الرأس و ما هو بخيس ، ما محاكمة المهداوي إلا دليلا واضحا على عيشنا المر .. على تقلبنا المحزن في زمن التفاهة و التافهين و في قاع الماء العكر المتعفن .. في أجواء تغليب الرذيلة عن الفضيلة ، و ما هذه إلا علامات من علامات آخر الساعة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون طال الوقت أم قصر ..
تذكروا أن كل ما هو آت قريب يا من هم مفتونون و في غيهم يترددون ..
.. طيلة تقديم الشكاية ضدالمهداوي و أنا أتأسف مع نفسي .. يتأكد لي يوما بعد يوم أننا في منزلق ، نحو الهاوية نركض ، ليس فينا رجل رشيد كان بإمكانه أن يتدخل ..
نعم ، ليطفئ اللهيب و يصلح بين الطرفين مع العلم أن الصلح خير و البلد في حاجة لتكتل الرجال و الحفاظ عن استقرار الأطر الكبيرة ضد العدوان المتأجج …
.. الصحفي حميد المهداوي ، الذي اخترته في سنة ولت رفقة هيأة التحرير كأحسن صحفي مغربي ، و لازلت أعتبره شخصيةصحفية وطنية جريئة متمرسة ، كما كنت دائما أتوقع أن يكون وزيرا أو مسؤولا سياسيا كبيرا لإمكاناته المحترمة ، ها هو يعود من جديد إلى السجن ، فيقضى على إطار مغربي بالإمكان بسهولة أن نستغله في خدمة مقدسات البلد بالشكل المنفع الهادف الرفيع ، و ما أحوجنا إلى مثل هاته الكفاءات و الأطر الناذرة في زمن التفاهات و التافهين و الرويبضة و السطولة كما يتداول في أوساطنا بالدارجة ، أما لغويا فجمع سطل هو أسطل أو سطول ..
.. كلما تذكرت الحكم على المهداوي إلا و تسائلت كالأحمق مع نفسي ، ما الفائدة من عقوبة السجن دون ان أتعمق في كل مراحل النازلة التي ستبقى تروى عبر التاريخ للأجيال القادمة !؟ ..
.. ماذا استفاد المشتكي و غيره ممن زادوا النار شعلة و لهيبا ليدخل المهداوي إلى الحبس !؟ …
.. أين مكارم الأخلاق ؟ .. أين التسامح و الصلح و الخير و العطف و المحنة و الرحمة و التآلف و التآخي و سير وسير من الأخلاق الحميدة ..؟ .. .. على العموم ، أين أنت يا كنه مقاصد الشريعة الإسلامية الإيجابية بين شخصيتين في بلد مسلم مسطر بالشكل البارز في وثيقة دستوره الدين الإسلامي ؟ ..
.. مأساة هي في رأيي ما نعيشه و ما نلمسه في أشخاص يسيروننا و يسيرون هذا الوطن الحبيب !!! ..
..للإشارة و للتوضيح و لإضافة و المؤمن مرآة أخيه كما قال الرسول الأعظم ، المهداوي وراءه متعاطفون و مناصرون كثر ، ممن يستنكرون الظلم و الفساد .. هم معه على خطه التحريري و السياسي و الصحفي و بالتالي ليس من المتوقع و الأكيد ، إلا مضاعفة شعبية حميد و زيادة حبه و تقديره و احترامه من لدن تقريبا الجميع ، عكس وزراء في حكومتنا الحالية الذين لن يحصدوا بالمناسبة إلا كراهية المواطنين و احتقارهم لهم ، و الله يحفظ مما سيسفر عنه المسقبل المظلم ..
.. خلاصة خلاصة القول : المتضرر الأول من الحكم ضد المهداوي بالسجن هي الصحافة و الصحفيين و الوطن العزيز .. إنها بكل تأكيد نهاية وزير العدل و وزير الحكومة الحالية سياسيا ..
.. ثقوا بي أن استظهار العضلات و التفوق ليس عن طريق المحكمة و لا بواسطةالقوانين الوضعية و لا بتفكيك أسرة و خلق مشاكل أمام الغير و الرمي به في السجون و ما إلى ذلك من السلبيات المؤلمة الوخيمة ..
.. الرفعة و العظمة و الاحترام و جلب محبة الآخرين ، لا تتحقق إلا بمكارم الأخلاق و العبرة بالخواتم …
المصدر : https://akadinews.com/?p=28360