جيل ريمي يسلم المشعل لخوان سيرياني. كرة القدم داخل القاعة بقلم/ محمد الجامعي

admin
رياضة
admin15 أغسطس 2024
جيل ريمي يسلم المشعل لخوان سيرياني. كرة القدم داخل القاعة بقلم/ محمد الجامعي

.محمد الجامعي.

جيل ريمي يسلم المشعل لخوان سيرياني
‎كرة القدم داخل القاعة أو الخماسية أو كرة القدم المصغرة أو الميني فوت أو حتى “لقويدسات”، كما كان يطلق عليها في مدينة القنيطرة في أواخر الخمسينات وبداية الستينات، حيث كنا نستعمل بالوعات قنوات مجاري المياه العادمة واللعب بالكرة الصفراء (كرة التنس).
‎عاشت هذه اللعبة دون سواها منذ ولادتها حياة متقلبة وغير مستقرة، تعرضت لضغوطات ومضايقات وإكراهات منها من هو ظاهر ومنها من هو خفي. نسجت حكايات غريبة في جميع أنحاء العالم حتى أن ملفاتها دخلت ردهات عدد كبير من محاكم العالم، وكادت بعض منها أن تعصف بمستقبلها وتؤدي إلى انهيارها وترمي بها في بحر الظلم والعداء، ولولا تمسكها بقشة القانون الأولمبي في الفصل 13 لأصبحت اللعبة في خبر كان، هذا الفصل الذي لا يسمح لأي اتحاد دولي أن يمثل رياضتين في الأولمبياد، وهو ما انطبق على الفوت صال وصنفها كرياضة لا علاقة لها بكرة القدم، على غرار رياضات التنس وكرة الطاولة وكرة اليد وكرة الماء والهوكي فوق العشب والهوكي فوق الجليد ورياضات أخرى عديدة تتشابه من حيث الممارسة والشكل لكن لكل رياضة خصائصها.
‎ما كان لأحد أن يتصور بأن مونديال الأوروغواي 1930، سيعلن عن ميلاد لعبة جديدة اسمها الفوت صال، لولا فكرة إقامة تظاهرة دولية اسمها كأس العالم تجمع بين منتخبات عالمية.
‎تولدت فكرة تنظيم بطولة كأس العالم في أول اجتماع تأسيسي للفيفا، سنة 1904 في باريس بحضور سبعة دول وهي: سويسرا، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، هولندا، السويد، إسبانيا، ممثلة بالفريق الملكي في غياب جهاز الجامعة الإسبانية لكرة القدم والتي لم تكن قد ظهرت للوجود في ذلك التاريخ، وقبل الحاضرون عضوية إسبانيا في شخص الفريق الملكي إلى حين تأسيس الجامعة الإسبانية.
‎ تبنى الإتحاد هذه الفكرة ونظم بطولة كأس العالم لكرة القدم، لكن الدورة واجهت صعوبات عدة وأخدت وقتا طويلا لترى النور، كان أبرزها هو رفض اللجنة الأولمبية العريقة لهذه الفكرة خوفا من تأثيرها على الدورات الأولمبية، وخوفا أيضا من سيطرة الفيفا على اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
‎ورغم هذا الرفض احتفظت الفيفا بهذه الفكرة بخزائنها لتنهض مرة أخرى سنة 1921 على يد المحامي الفرنسي جيل ريمي، الذي أصبح لاحقا رئيسا للفيفا والذي يرجع له الفضل في إحياء الفكرة وإخراجها إلى الوجود إلى أن حقق ما كان يصبو إليه. وبعد مرور سبعة أعوام على تعيينه رئيسا للاتحاد وافق في الاجتماع التاريخي الذي انعقد في 25 ماي 1928 على إقرار تنظيم بطولة العالم وتسميتها ببطولة النصر، بعدها تقدمت الأوروغواي بطلب احتضان أول نسخة لها وتمت الموافقة على منح هذا الشرف للأوروغواي، بحكم أنها كانت رائدة المنتخبات في ذلك الوقت وبطلة آخر دورتين أولمبيتين..
‎ بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها استضافت الأورغواي، أول كأس العالم لكرة القدم التي نظمته الفيفا بمشاركة ثلاثة عشر دولة، ثم اختيارها من طرف الفيفا ما بين 13 يوليوز إلى غاية 30 من نفس السنة دون تصفيات.
‎وبعد نهاية هذه البطولة وفوز البلد المنظم بكأسها على حساب الأرجنتين بحصة 4/2، ونظرا للإقبال الهائل على المباريات، حيث أجريت مقابلة النهاية أمام ما يزيد عن 93 ألف مشجع في مونتي فيديو، خرجت أمواج من محبي كرة القدم إلى الشوارع والملاعب لممارستها. لكن البلد لم يكن يتوفر على ملاعب كافية لاستيعاب جحافل من الشباب الراغب في ممارسة اللعبة، ومن هنا تولدت لدى خوان سيراياني الأوروغواياني فكرة استعمال ملاعب كرة السلة وكرة اليد لتخفيف الضغط عن ملاعب كرة القدم، وجدت فكرته ترحيبا كبيرا من طرف الشباب وكانت تلك بداية ميلاد اللعبة التي سنتحدث عنها بإسهاب.
‎بعد ثلاث سنوات على ابتكارها أي سنة 1933، قام مؤسسها سرياني بتسطير قانون خاص بها، بعد دراسة عميقة لتطويرها ولكي يخلق منها رياضة جماعية جديدة تلعب بالأرجل تحت تسمية إنجليزية، تمارس داخل قاعة بضوابط تشجع على التنافس والالتحام والتضامن.
‎الإصدارات الأولى التي تم نشرها من اللجنة التقنية عبارة عن ترسانة قوانين تتكون من 11 فصلا وتشكل دستورا للعبة من ست صفحات، هذه القوانين هي خليط من نصوص اقتبست من أربعة ألعاب رياضية أخرى منفصلة كليا عن كرة القدم داخل القاعة، لكن القاسم المشترك كونها تمارس في قاعات وهي كرة اليد والسلة والماء مع بعض التعديلات.
‎ اتفق التقنيون على التنسيق في ما بينهم لإيجاد قوانين بديلة وموحدة لمختلف أنواع كرة القاعة التي تمارس بساو باولو، تمهيدا لإنشاء بطولة محلية داخل كل العصب وبالتالي خلق نواة جامعة كرة القدم القاعة في جميع ولايات البرازيل، وبتاريخ 28 يونيو 1954 تأسس في ريو دي جانيرو أول جامعة برازيلية لكرة القدم داخل الصالات

رابط مختصر