قهوة الصباح/سعيد عقادي.
قهوة صباح هذا اليوم ، أشعر بها و قد شدتني بقوة .. هزتني هزا و جذبتني إليها دون رحمة و هي تقول لي ، خذ يا بني آدم اليوم قسطا من الراحة ، اتركني و نفسك في هاته الجمعة نستمتع بارتياح و سكون و طمأنينة و عطلة .. انصت الى أغانيك المفضلة . إما إلى المشاهب أو إلى ابراهيم العلمي او إلى كوكبة الشرق لتسترخي و تتلذ ذكريات ذلك الماضي الجميل البهيج مستحضرا مرة أخرى عظمة الإله و النعم التي من بها عليك المنان صاحب الجود و الأريحية ..
.. في البداية استحسنتها كفكرة . لكن بمجرد ما فتحت الهاتف قابلتني تدوينة حكيمة مشعة .. تدوينة من أخ صحفي روعة .. تدوينة ممن هم اليوم قلة .. تدوينة غلبت و اطاحت بالفكرة الأولى ، و لم أشعر إلا و قد بدأت اسرد في قهوة صباح جديدةرغما عني . و قبل ذلك ، أقدم لكم بعض ما جاء في تلك التدوينة البليغة ..
نعم ، قال الصحفي و الأخ المحترم مصطفى مايتي وما خاطبته بالأخ إلا لأنه من ذوي الأخلاق العالية في زمن كثرت فيه الرذائل المقيتة ، و بالصحفي لأننا عملنا معا يوم كنت مسؤولا عن النشر فتدبرت و تتبعت بإمعان عمله و جديته و قد تنبأت له انه سيكون قدوة .
قال سي مايتي معلقا عن تكريم فاتح مايو :
# الجمعيات ليست لجمع التبرعات ، الأستاذ سعيد أعطى درسا في كيفية خدمة المجتمع المدني والرياضي بالأخص ، وهذه بداية ناجحة بشهادة الجميع ، ورياضيي المدينة القديمة يستحقون أن تكون هناك جمعية تهتم بكل ما هو رياضي بالمدينة ، وهنا يجب ان ننوه بمجهوداته الشخصية و جميع افراد الجمعية و الساكنة وشكر خاص للسلطات المحلية ، ورحم الله الرجل الطيب رحال رجل ترك ورائه رجال يحملون المشعل بعده بكل صدق وتفاني وتواضع # .
.. هاته التدوينة ، فتحت لي المجال لأؤكد من جديد بأن المغاربة و الحمد لله أذكياء .. يعرفون الصادق الأمين في زمن التفاهات .. يعترفون بالمجد و بالمخلص و بالكفاءات رغم تطاول الرويبضة و نشر الرذيلة و محاولة مسح الفضيلة و إقصاء ذوي الكفاءات ..
وإذ اشكر سي مايتي المحبوب ، أضيف و أؤكد أننا من مدرسة الصحفيين المخلصين ، من ذوي المبادئ و الشخصية .. لسنا ممن هب و دب أو من الدخلاء المتربصين الذين أصبحوا يصولون و يجولون مفضلين على الشرفاء …
.. عملنا الحمد لله و نجحنا في إبراز هذا التكريم و لم أتلق و كعادتي لا دعما و لا منحة أو علاوة من أي مخلوق ..
..تمسكت و كعادتي بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها .. مؤمن بأن الله هو الرزاق ذو القوة العظيم و نعم بالله ..
.. نظمنا الحفل فتفوقنا .. حتى اكون واضحا أمام الإخوة و التاريخ أن سي رحال عبد الواحد فتح الملعب في وجوهنا ، تكلف بمائدة الحفل و نظام الصوت .أما الهدايا الأخرى فقد هيأتها من جيبي الخاص دون استغاثة او تملق أو مذلة .. أما باقي الترتيبات الأخرى تكلفت بها رفقة سي عبد الرحمان مدير نشر أنفا بريس و الكاتب العام لاتحاد الصحفيين المغاربة عبر العالم حفظه الله و سي الماغوسي و سي رزاق المناضلين على أكثر من واجهة ..
.. فعلا ، بذلنا مجهودا على حساب وقتنا و صحتنا و من جيبي الخاص …
.. النية كانت شعارنا و الصدق رفيقنا و إسعاد رجال و عمالقة من اولاد المدينة اعترافا لهم بتضحياتهم و بإنجازاتهم ، فحققنا ما حققنا الحمد لله من نجاح باهر و الفضل كل الفضل لله عز وجل و الأحبة يثقون فينا و في أخلاقنا لأنهم كلهم اولاد المدينة القديمة ، يعرفون تاريخنا و معاملاتنا ..
.. قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .. حققنا ما لم يحققه غيرنا لأننا نؤمن بقيمة المبادرة .. نقدر قيمة المكرمين .. ندرك ان التاريخ يسجل .. أننا غدا سنرحل أين رحل الأولون … .. فاللهم يارب اكتبها لنا حسنة جارية و أطل في عمرنا لننجز الأفضل و الأحسن بفضلك و جودك و نبقى جسرا عظيما خدمة لله و للوطن و للملك في عز و نخوة دون مذلة ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=25175