ومضات رمضانية/ سعيد عقادي.
أين ذلك الزمن الجميل مع تلك التلفزة المغربية الوحيدة و ما كان يجري و ينسج بدار البريهي ؟ ..
.. يا لها من ذكريات رائعة …
.. كنا مع شاشة واحدة نستمتع .. نقضي اللحظات السعيدة و المفيدة مع الصحفيين و الفنانين و المغنيين و الفكاهيين و الرياضيين و المثقفين و السياسيين و الاقتصاديين و مع كل من كانت تنشره و تقدمه لنا تلك التلفزة المغربية تحت غطاء الدين الاسلامي الحنيف ، أيام النية و الجد و المحاسبة ، و تسييرها من طرف مخلصين لنا و لأخلاقنا و هويتنا ..
.. شهر رمضان الكريم ، كنا نقضيه روعة و نحن نتتبع بعد الإفطار، تلك المسلسلات الفنية المغربية الممتازة بمشاركة فنانين مغاربة من الدرجة السامية تواضعا و بساطة و أداء و إنتاجا و إخراجا ..
.. كانوا يقدمون لنا العروض الفكاهية المشوقة و الأكثر جاذبية بمردودها الفني الزاخر بالضحك و بالإفادة على أكثر من مستوى ..
.. ما كان أيضا مثيرا و مفيدا و مربيا و يدخل السكينة و السعادة على الصغار و الكبار على حد سواء ، هو تلك المسلسلات و الأفلام و الدروس الدينية الرائعة ..
.. تفرجنا في السيرة النبوية بأكملها ، و في الصحابة رضوان الله عليهم ، و في قصص الأنبياء و الصالحين و سير وسير من الدروس و العروض الإسلامية المربية التي عرفتنا أكثر بديننا القويم و ربتنا على المحجة البيضاء و التزام الصراط المستقيم .
.. أيام الجد ، و بأقل تكلفة و بقناة واحدة ، استفدنا و تبرعنا و نحمد الله على ذلك الزمان و على رجاله ..
.. اليوم ، الملايين و الملايين تصرف على كثرة القنوات و لا شيئ يقنع أو يفرح في جله باستثناء محاولات محدود ..
.. التفاهة هي السائدة .. لا ما يعود بالخير و ينفع ، أو ما يساهم في التربية الإسلامية الصحيحة .. المسلسلات هزيلة ، و على العموم لاشيئ ايجابي يذكر ، و هذا ما هو متقف عليه في زمان التفاهة بامتياز يا سادة ..
.. في هذا النسق ، كم تسائلت مع نفسي لماذا مر أمس على 17 رمضان مر الكرام ؟ .. لماذا تم تجاهله و لم تعطه تلك الأهمية التي كنا نسجلها من قبل ؟ .. أليس من عادتنا ان نحتفل كل عام بهذا اليوم التاريخي الكبير ؟ .. أليس 17 رمضان ذكرى غزوة بدر الكبرى و ما أدراك ما غزوة الكبرى .
أليست غزوة بدر الكبرى من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي ؟ .. حدثت في 17 مارس 624 م بالقرب من المدينة المنورة الحالية في المملكة العربية السعودية و دارت بين قوى الجالية الإسلامية الناشئة بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و مشركي مكة ..
ألم يكن فيها المسلمون أقل عدداً وسلاحاً ، و مع ذلك انتصروا .؟ .
الم تعطنا تلك المعركة الدروس البليغة حيث كان الانتصار في بدر إيذاناً ببداية نهاية الوثنية في شبه الجزيرة العربية؟
نعم . كانت غزوة بدر الكبرى رموزا و دروسا في الصبر والثبات عند الأزمات والمواقف .. دروسا في الجهاد لإعلاء كلمة الله وبذل الغالي والنفيس لإحقاق الحق وإبطال الباطل .. دروسا في التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب ..؟ ..
مر رمضان و لم نلقن بالشكل الصحيح المعنى العظيم لغزوة بدر للخلف ..
.. اللهم احسن خاتمتنا يا رب .
المصدر : https://akadinews.com/?p=24720