قهوة الصباح /سعيد عقادي .
لم اللوم كل اللوم على فرنسا بالخصوص في شان مصيبة عرقلة سير التاشيرات على المغاربة ؟ . و لم كل الكاميرات و الابواق و الانظار و المنابر الاعلامية صوبت تجاه سفارة و قنصليات فرنسا ؟ .. لم الكل ساخط و غاضب ؟ .. لم الجميع يؤاخذ و يلوم و ينتقذ و ممتعض و حاقد ، و على فرنسا بالضبط مركز و ناقم ؟.
.. ان بحثنا في عمق الموضوع و تمعننا و لو في غلافه و في محيطه نتأكد من ان كل بلدان شينغن على منهاج فرنسا سائرة .. بنفس قرارات فرنسا متمسكة .. لمنح التاشيرات مشددة و على المواعيد بالنسبة للمغاربة قابضة مشاحة و مصعبة .
.. فرنسا ، كإسبانيا و كبلجيكا و هولندا و إيطاليا و ألمانيا … لا فرق . و الجميع متفق على منع الهجرة للمغاربة حتى و لو كانوا في وضعية قانونية و من حقهم التنقل و زيارات بلدان اروبية .
المهم . رغم كل هذا ، فالارتكاز مصوب على لوم فرنسا بالخصوص . اتعرفون لماذا ؟ . لأنها هي القريبة .. هي من تربطنا و اياها روابط متينة .. هي من اعتبرناها على الدوام بلدنا الثاني ، بها آباؤنا و اخواننا وابناؤنا و احفادنا و اعزاؤنا . و رغم جميع هاته الروابط الحديدية ، مع الاسف الشديد اوصدت الأبواب خلفنا و غلقت كل النوافذ و المداخل و الممرات في وجوهنا .
.. في مجمل الحديث كثر القيل و القال عن هذا القرار المشين الذي سلكته دول شينغن جميعها في حق المغاربة و النصيب الأوفر منه ثقيل على الشقيقة فرنسا لوحدها نظرا لمكانتها في قلوب المغاربة . ليبقى ما أخشى و اخشاه و ساظل اخشاه هو ان تعود الآثار المخزية ، بالندم و على فرنسا لوحدها اكثر من غيرها ..
.. كم تسائلت مع نفسي ، كيف سول الشيطان لبعض المسؤولين بفرنسا ان يتبنوا مثل هذه المبادرة ذات الثمار المارة المقززة . و ان يفرقوا بين الآباء و أبنائهم و احفادهم ؟ و بين الاخوة و العائلة ؟. بل و الاشد مضاضة و ما يدعو الى الأسى والحزن اكثر ، اننا نحارب الإرهاب و أسبابه و مسبباته . و هاهي فرنسا بقراراتها هاته تفتح علينا منافذه ونيرانه و همومه و مآسيه من خلال مبادراتها المقيتة المؤثرة هاته !!! ..
.. كمواطن عادي بسيط متتبع و مدن على وسائل التواصل الاجتماعي بدأت الاحظ اكثر بكثير مما مضى حقد المغاربة عن فرنسا و كل من يحمل قميصها أو يدعو لنصرتها . و ياليت الشقيقة فرنسا تتوصل بتقارير مفصلة عن هذا السخط المتوهج للمغاربة و العرب و حتى العجم عن فرنسا لتصحح اخطائها …
.. من حقنا ان نخشى عن فرنسا و ان نخاف من يصيبها ما يضرها أو يمس شخصها أو يسئ الى مسعاها لاننا منها واليها …
.. اذكركم من موضعي البسيط المتواضع يا اصحاب مثل هاته القرارات في تشنج العلاقات بين فرنسا و المغرب و المغاربة ، ان الأحداث على مر التاريخ ابانت ان الحقد و التشنج و الضغط تولد الانفجار . و هذا ما لا أرغب فيه ما حييت أو مت تجاه اي كان و خاصة فرنسا .. لأن فرنسا في المحبة و في القلب هي الثانية بعد المغرب و فلذات كبدي فرنسيين بالقلب و بالضاحية من أجل فرنسا .
المصدر : https://akadinews.com/?p=12690