قهوة الصباح /سعيد عقادي
الوقائع و المعطيات و الظروف اوجبت علينا الا نقتصر في توجيه لومنا و تحديد عتابنا في معضلة الفيزا المطروحة على فرنسا وحدها ..
.. حقيقة فكرت و قدرت و نظرت ثم شددت و تعالت و قررت ما قررت و ألحقت الضرر بنا . لكن هناك في المقابل ايضا اغلب بلدان الاتحاد الأوروبي ناهجين نهجها ليتضح ان الهدف مدروس و مقصود و كل تلك الدول مصطفة في نفس السياق ، معاملة فرنسا هي معاملة إيطاليا و إسبانيا و المانيا و البرتغال و باقي الدول ، و أوصيك عزيزي المتتبع الا تبحث في العمق عن اسباب قرارهم هذا لانك في الحقيقة لن تحقق خالص المراد .
.. المواعيد شبه مفقودة منذ زمن في كل القنصليات .. الشروط المطلوبة كثيرة و معقدة . و حتى ان وفرتها ، فقليل جدا ماهم ممن تمنحهم لهم تلك التاشيرة وكانهم سيدخلون جنة نعيم الدنيا . الغريب انه كم من شخصيات و اطر رفضت طلباتهم دون وجه حق أو دليل مقنع و الاغرب الموجع من كل هذا و ذاك انه لا قرار مضاد صارم اتخذ في المقابل .
.. المهم . ذل و استصغار و ضرب للديمقراطية و لحقوق الإنسان بالحجج و البرهان و الوضع العام جد مؤسف .
بكل صراحة ، ما كنت لاتطرق لهذا الموضوع لأنني ابديت فيه برايي سابقا و تناولته في أكثر من مرة في مناسبات مرت على محمل الجد و الدراسة .
قلت ، ما كنت لارجع اليه لولا ما لاحظته و عايشته و تذوقت مراراته يوم الأربعاء الماضي بمطار برشلونة .
.. موقف صدعني و كم لمت فيه في اعماق نفسي المسؤولين المغاربة بالحكومة و الأحزاب و البرلمان و الجمعيات و في الاعلام المغربي .. نعم لمتهم لانني وقفت و انا خارج من مطار برشلونة الاسباني على كيفية تصنيف المسافرين حسب المناطق و الابواب ، و على التشديد الخاص بالنسبة للمغاربة و الافارقة في فحص تأشيراتهم و وثائقهم ، و على الصعوبات التي تعرضوا لها قبل ان يظفروا بخاتم الأمن المسموح لهم بدخول برشلونة .
.. فبقدر ما كان عدد المغاربة كثير في تلك اللحظة ، بقدر ما طال الانتظار و اتضح لي الذل و الهوان الملفوف بحجة القانون .
.. المهم تتبعت حالة مغاربة اخوانا لي امام الأمن الإسباني .. تالمت كيف يتم استصغارهم .. كيف تتم اهانتهم حتى و لو انهم كانوا مالكين لتأشيرات شينغن .
تصورت بين عيني في تلك اللحظات كيف نستقبلهم نحن في مطارات بلادنا دون تأشيرة مع تقديم كل اليسر و بالوجه البشوش …
تأثرت و تالمت ، و كم تمنيت أن يدرك المسؤولون بان مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس حتى يواجهوا من يستغلنا و يحتقرنا و يستعلي علينا ، و ذلك بفكرة اننا الأفضل .. نعم . نحن الأفضل و اسالوا من جرب .. اسالوا مثلي من يفضل العيش بالمغرب و يزور باستمرار الخارج ، ليكلمكم عن الغربة و عن مميزات المغرب و ما ادراك ما الحمد لله على نعمة المغرب . فما زيارة اروبا الا للضرورة .. لزيارة الابناء و الأحفاد و الوالدين و الاخوة و الاحباب . او لسياحة من حين لآخر ، و ما سوى هذا فالمغرب هو جنة الجنان .
المصدر : https://akadinews.com/?p=13951