قهوة الصباح/سعيد عقادي .
لما أكدت كم من مرة و في مختلف المناسبات على أن الأهم بالنسبة لنا قبل تنظيم كأس إفريقيا و كأس العالم القادمتين هو الإعداد التربوي و النفسي و الرياضي و الوطني للعنصر البشري المغربي ، فإنني ما نطقت عن هوى أو ألقيت بهراء في مجرى الرياح هكذا ..
.. أكدت عن ذلك أولا ، قبل الشروع في إعداد التجهيزات و المنشآت و الملاعب و الفنادق و الموانئ و المطارات و السكك الحديدية بأشكالها الراقية الحديثة ، و كل ما نحن مقدمون عليه من مشاريع وازنة عالمية . و ما كنت إلا واعيا بما قلت ، مدركا علم اليقين أنني على صواب ليس المليون في المئة و إنما المليار و البرليار في تلك المئة التي تبدو لي من قريب كالذرة ..
.. بالطبع ، كنت واثقا من نفسي ، لأنني مغربي وطني من الطبقة الشعبية التي أفتخر بها .. الطبقة التي بين أحضانها ولدت و ترعرعت و نشأت و تكونت و تعلمت و عملت و تقاعدت و لا زلت في وسطها أضحي بما أقوى عليه خدمة لمقدسات و طني و أفتخر .. المدرسة التي أتتبع و حتى الآن تغييراتها السلبية مع الأسف ، و انحدار مستواها نحو الهاوية السحيقة ، بعدما كان يضرب بها المثل الأسمى في الأخلاق الفاضلة و في المعاملات الطيبة و في الجورة الفاضلة ، و الوطنية الصادقة السليمة …
.. ما حدث أمس بملعب البشير بالمحمدية ليس بغريب و لا بجديد ، و لا بمفاجئ علي …
.. دائما أنا على يقين تام و بإيمان كامل ، أعتقد اعتقادا راسخا ، أنه لولا الأمن المغربي و تضحيات مسؤوليه الجبارة و مجهوداتهم الكبيرة لعشنا الطامات الكبرى بسبب الكرة في الملاعب نتيجة تهور القاصرين و الشباب الطائش .. لأغلقنا منذ مدة ملاعبنا كلها ، و لأصبحت المباريات تجرى دون حضور و لو ربع متفرج و لا نقاش في هذا !! ..
.. تصوروا معي أن ما حدث الأمس بالمحمدية و عشناه مرات و مرات من شغب في ملاعبنا الرياضية يحدث في خضم كأس إفريقيا القادمة بالمغرب أو في الكأس العالمية المنتظرة !؟ ..
.. كيف سنواجه العالم الخارجي ، دون ان نتكلم عن الأعداء الكارهين لنا ، المتربصين بنا الدوائر كلها ؟ ..
.. على الجمعيات و المؤسسات التعليمية و على الأحزاب و النقابات ، على العقلاء و الوطنيين و الحكماء أن يعدوا العدة من الآن و بكل جدية ..
.. على الصحافة الرياضية بالخصوص ، أن تستقيم و تتطهر من الرويبضة ، أن تنس التهافت عن السفريات و عن المصالح الشخصية .
.. أن يعلم بعض علمائها أننا في مغرب جديد ، وجب فيه الضرب من حديد على المتطفلين و الدخلاء و مسايرة النهج الجديد ..
.. عدم محاربة الإصلاح القائم بالباطل الزاهق ، و ما بطاقة الملاعب الجديدة إلا دفعة حقيقية إلى الأمام بعدما سادت في السنوات الأخيرة الفوضى ، اختلط الحابل بالنابل في المنصات الصحفية بالملاعب …
.. أقول آن وقت الإصلاح الحقيقي ، ما قامت به جمعية الناشرين من مبادرة قيمة وجب تشجيعها و تثمينها و التصفيق لخطواتها و للساهرين عليها ، في انتظار تحسينات أخرى قادمة ..
.. سؤالي العريض ، هل في رأي المضللين أن ما كان يجري في السنوات الأخيرة من خروقات بمنصة الصحفيين و لدخول الملاعب من أجل تغطية المباريات أفضل مما هو عليه الحال الآن ببطاقة الملاعب المتميزة !؟ … الجواب بلا واضح و سريع وضوح و سرعة قصد من يسعى لثقب عجلة التصحيح و ما هو عن ذلك بقادر لأن الحق بارز و غالب مما علا الباطل ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=28611
