مكانة المتقاعد في زمن الزيادات و الفوضى!؟

قهوة الصباح/سعيد عقادي.

طلع علي مقال بالأمس ينذر بزيادة مرتقبة الأسبوع القادم في تذاكر الترمواي بالدارالبيضاء صادقا إياكم القول أنني لم أنبش بتاتا في الموضوع و لو لحظة لمعرفة مبلغ تلك الزيادة …!؟ ..

بكل صدق لا تهمني و لا أعيها اي التفاتة … لماذا ؟ .. لأنني أعلم علم اليقين أنها نازلة بقوة على ظهر كل من يركب الترمواي ، كان صغيرا أو شابا ، طاعنا في السن أم شيخا هرما هش الصحة ، حتى و إن صعد السماوات العلا ..
ثانيا ، لأنني بعيد عنها بعد المشرقين و أنا المستغني عن السيارة الخاصة في عالم الفوضى ، لا أركب لا الترمواي و لا الحافلة و لا حتى الطاكسي إلا ناذرا ، مرة ..مرة و عند الضرورة الجد ملحة ..
.. الموضوع الجاري ، ذكرني فقط و استوقفني بأولائك الذين يطالبون هذه الأيام بالزيادة في معاشات المتقاعدين الذين يعانون قلة الصحة و هشاشة الوضعية النفسية و المالية ، مع العلم أن الظروف المعاشية تركض بقوة و بزيادات صاروخية مزعجة ..
.. تسائلت مع نفسي كيف يفكر الأحزاب و النقابات و الجمعيات و الحكومة ان كانوا يفكرون فعلا في المتقاعدين المغاربة ؟.
.. ماذا هيأوا لهم من ترفيه و مساعدات ؟ .. ماذا وضعوا لهم من تسهيلات و هم على أعتاب التقاعد ، و بينها و بين دخول مأواهم الأخير بعد تضحيات جسام و خدمات للبلاد ؟ .
.. الحمد لله ، أذكر وانا مرة في العاصمة التشيكية براغ ، أتنقل على ترابها لمدة فاقت نصف شهر ، كنت أركب الحافلة و الترامواي و الميترو بالمجان .. أجلس في أماكن راقية مخصصة للمتقاعدين .. نعم ، كل من تجاوز 65 عاما مرحب به هناك على متن مركبات الدولة بالمجان أنى اتجه و متى شاء و في أماكن مريحة مهيأة للمتقاعدين . أما من تجاوز الستين عاما فلا يؤدي سوى مبلغا رمزيا في انتظار بلوغه 65 سنة ليعفى بتاتا من أداء أثمنة التذكرة .
.. بجنوب فرنسا و بالضبط في نيس و الكوت دازور من الحدود الإيطالية و حتى مدينة كان ، اقتني بطاقة شهرية يتراوح ثمنها العشرين اورو ، اركب بها في الحافلات و الميترو متى و أين شئت معززا مكرما و تلك قيمة المتقاعد لدى الأخيار ..
.. سمعت و قرأت انه في اللوكسمبورغ ، الحافلات و الميترو بالمجان لكل الراكبين …و سير و سير ..
ما هذا ؟ .. ما الخلاصة ؟.. ما العبرة ؟.. بدون تعليق .. اللهم أحسن خاتمتنا يا رب في بلد نعشقه لكن مع الأسف يوجد ضمن مسيريه و في كل المجالات رويبضة ، ضعفاء ، أصحاب المصالح الشخصية ، انا و من بعدي الطوفان .. زيدوا في الترام و فين ما بغيتوا  ..

المصدر : https://akadinews.com/?p=25236