قهوة الصباح/سعيد عقادي.
ما سجله مطار الهواري بومدين و ملعب 5 يوليوز على أرض الجارة الجزائر الأسبوع الفائت ، أقسم يمينا غليظا أنه لن يمحيه الزمان مهما طال و مهما شاخ و فقد توازنه وذلك من الأذهان و الأفئدة و من الخلايا العقلية لدى بني الإنسان …
.. نعم ، لن ينساه التاريخ بأي حال من الأحوال ، و سيبقى يروى للأجيال المتعاقبة مهما اختلفت الأذواق و الأفكار و الآراء و تغيرت العلاقات بفضل من يأتي بعد هؤلاء الكابرانات الذين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الزوال .. بكل تأكيد ما أقول ، نتيجة جهلهم و ضلالهم و طغيانهم و نهج سبل الدمار ..
.. لن اعيد حكاية ما جرى بتفصيل و قد تحدثت عنه الألسن في كل مكان ، كتبته الأنامل و سطرته الأقلام و اشمأزت منه النفوس و أبان مرة أخرى من هو في الطريق الصحيح و من هو سالك التعنت و الظلم و الظلام …
.. باقتضاب شديد و صدق صاف و موضوعية متزنة و فصل للخطاب ، ما جرى بالجارة الجزائر أوضح مرة أخرى للخاص و للعام و للأعمى و البصير و للعيان أن الجزائر الشقيقة و لا نرضى هذا انها تعاني من سوء تسيير .. تتخبط في جهل و ضعف في اتخاذ المواقف الحكيمة و في التعامل مع المواضيع الحساسة المؤدية الى السلم و السلام …
.. ما هزني و امتعني و أطربني و ضاعف من هرمونات الفخر و السعادة في دمي ، أن المسؤولين المغاربة في هذه القضية و كالعادة ، روضوا الحكمة البالغة ، أتقنوا أصول السياسة الداخلية و الخارجية ، تحكموا في المعاملات الإنسانية الراقية ، لعبوا بالقوانين الرياضية و السياسية اللهم بارك ..
.. نعم . تمكنوا من الخروج من النازلة و هم كبار .. حكماء عقلاء بشهادة الخبراء .. أبانوا للعالم بأسره أن حكام الجزائر هم الظالمون .. هم من يريد إذكاء النزاعات و الفتن و الزيادة من وطيس الخصومات ..
.. ما ألمني أمس ، هو ذلك الجمهور الجزائري المضلل الذي فاق خمسين ألف متفرج و منهم حمل ما وزع عنهم من رايات للبوليزاريو و كثير من حملوها ثقوا بي أنهم لا يعرفون ما يحملون و لا لأية شرذمة ترمز تلك الرايات .. حضروا من أجل تتبع مباراة رياضية و هم يجهلون ما يدور في كواليس ساساتهم و ما يضمرون للمغرب من كراهية و حسد ومكر و خداع ..
.. المهم ..و هذه هي الخلاصة، عدنا من هناك بانتصار بين سياسيا و رياضيا و على كل الواجهات ، ثلاثة و ضامة في الواد …
.. هنيئا لنا بساساتنا و من يسيروننا .. الحمد لله شرفونا و لنا فيهم كامل الثقة . ليبقى اهم ما خرجنا به أيضا من هذه المهزلة أن كل المغاربة و أينما كانوا لا يرددون إلا : الله الوطن الملك .. محمد السادس حفظه الله حبيبنا .. الغالي و العزيز علينا .. الذي نموت و نحيا من أجله مهما جهل الجاهلون و فقد الكابرانات رشدهم و بصيرتهم ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=25049