قهوة الصباح / سعيد عقادي .
لن اقول لكم انني يوما بعد يوم اصبحت بشدة اقف و المس علامات وعلامات من علامات الساعة .. و لن اخبركم اننا الآن في زمن الفتن و المنكر و التقلبات .. و لن أؤكد لكم اننا أصبحنا بشكل فظيع نتجرع الويلات و الآلام و المغص و المحاكاة ..
.. كل مكارم الأخلاق اسقطوها و جردوها من محتوياتها و منافعها .. و جميع المهام الشريفة بهدلوها و افقدوها هيبتها ومساعيها ..
.. شوهوا الانوثة فافقدونا عزها .. زعزعوا كرامة المرأة و قيمة الأستاذ و هيبة الصحافي حتى اسقطونا و لا تهمني الضربة القاسية المؤلمة بقدر ما همتني السقطة في الهاوية .
.. بالأمس ، عشنا في قطاع الصحافة العز و الفخر و السؤدد و الكرامة و شرف المهنة رفقة أساتذة كبار ، كفاءة و أخلاقا و وطنية و قدرأ و احتراما ..
.. علمونا اعزهم الله في ذلك العصر الذهبي و لو اننا كنا محافظين ، كيف نلبس ؟ و كيف نستقبل ؟ و كيف نتحدث ؟ و مع من ؟ اضافة الى العديد من الابجديات قبل انتقاء الموضوع و تناوله و تتبع مراحله قبل ان يصدر ، لينقل الى الايادي الصافية .. الى العقول النيرة .. الى المثقفين .. الى القراء .. و اليوم نسبيا ، لا قراءة و لا كتابة و لا قراء أو كتاب .. فيديوهات اغلبية التواصل الاجتماعي بهزالتها و ميوعاتها و مضارها هي من تحكمت و سيطرت . و الحقيقة ، و بصراحة و بايجاز ، و دون أن أطيل عليكم .. اليوم ، # لازين و لا مجي بكري # و كفى الله المخلصين الخوض في التعليق أو التحليل ..
..فتلك اللقطة بالأمس لوقفة اعلامية امام شخصية فذة عملاقة محترمة ، هي من شللتني و انهت مقاومتي و فجرتني لاتحدث هذا اليوم في عمود # قهوة الصباح # عن هذا الموضوع الشائك اللاذع ..
أين أنتم يا سادة ؟ . يا أساتذة ؟ . و رحم الله من غادرنا الى دار البقاء و شافى من يشكو مرضا ..أين احمد الغربي و عبد اللطيف و الحنصالي و السرايري و سباطة و السلامي و القدميري و بوهدار و السالمي و الخوضي و صبري و نبزر و الصبار و بلفتوح و الحسوني و بنغزالة و خالص و الصقلي و الزوين و البرهامي و الشرايبي و كمال لحلو … و اللائحة طويلة
أين صحافة اليوم من صحافة الأمس؟ ..
..بالقطع كلنا مسؤولون عن تراجع مستواها .. عن تسرب الرويبضة بين ظهراننا .. عن المس بشرفها و مقدساتها و الاطاحة بمستواها الأدبي و الأخلاقي و اللغوي ..
ألم يحن الوقت لتتحد كل الجمعيات و يتدخل المسؤولون لتقويم الاعوجاجات و المحافظة عن المكتسبات ؟ .
.. الم تعلموا ان سلفنا الصالح ضحى و قاسى لترفع راية الصحافي ، و جاء اليوم من يهبطها ، بل و ليشعل النيران فيها لقبرها ..
.. الا تعلمون ان مجموعة من الزملاء طريحو الفراش و لا من يسأل أو يزور او يشفي الغليل ؟ . . سي بنيس و سي صبري و سي بلفتوح … ، و الآن الاذاعي سي عبد الفتاح الحراق و آخرون يعانون ، و لا حركة أو سكون ؟ .
.. كفانا كلاما فارغا و هراء ذائبا و تدوينات و مواساة زائلة ..
..الح على الفعل و رفع المعنويات و بالصحيح ، المؤثر .. انادي بفتح موضوع صحافة اليوم امام حكماء و عقلاء و الا فوداعا لا وداع بعده لأننا في الحضيض جملة و تفصيلا .
المصدر : https://akadinews.com/?p=11769
