قهوة الصباح/سعيد عقادي.
.. هل فعلا المدرب عموتة سيتخلى عن تدريب النشامي ؟ ..
.. هل بحق سيرحل عن الأردن ذلك البلد الغالي؟ ..
.. سؤال مهم عريض ، مثير لأحاسيسي و لتأملاتي ، مؤثر على أفكاري و مشاعري ..
.. بكل صدق كم حيرني و كم تسرب و تملص بين جلدي و لحمي و عظمي لكثرة ما أدهشني و فاجأني .. !! ..
.. فكم تسائلت هل عموتة بالتأكيد على علم و اقتناع بمسببات هذا الرحيل المزعزع المشاع و بالجهة التي سيتولاها ؟ ..
..هل درس فعلا هذا القرار دراسة علمية موضوعية رياضية و أخلاقية تشفع له في مغادرة منتخب وطن الرجال دون ان يترك بصمة مؤاخذة أو عيب أو قلق او جرحا في قعر أفئدة أهل الأردن الأفاضل الكرام ؟ ..
.. ثقوا بي على أنني لا أنطق عن هوى أو من فراغ أو فقط من أجل الهضرة ، فالتاريخ حاضر بقوة و الحمد لله تجاربنا وخبراتنا قوية زادتها السنون و الاحتكاك و التبصر صلابة ..
.. أجل . كنت من المتتبعين لخطوات عموتة منذ ان تسلم مهمته بالأردن .. عن كثب ناضلت إعلاميا و أفتخر ، ساهمت في إخراجه من تلك الورطة و ذلك الظلام الدامس بكل قوة ، يوم كانت الأغلبية الساحقة تنادي عبر تراب المملكة الأردنية الهاشمية برحيله لما حصد من نتائج أولية غير موفقة .. قلت الأغلبية ، لكن باستثناء مسؤولين من أعلى مستوى و أعضاء من الإتحاد الأردني لكرة القدم على رأسهم الأمينة العامة السيدة سمر نصار تلك المرأة الفولاذية العملاقة ..
سأقف هنا ، و سأعود بكم إلى نقطتين هامتين وجب التذكير بهما للضرورة في إطار المناصفة و إعطاء لكل ذي حق حقه .
.. أولا . على الجماهير الرياضية لا في الأردن أو في المغرب أو خارج هذين البلدين المميزين أن يعلموا بالتأكيد أن عموتة ليس وحده من خلق الحدث في كأس آسيا و مباشرة بعد تلك المحطة الدولية الكبرى .. هناك ، تلك المجموعة المتراصة و الكفئة من الأطر الفنية المغربية ، التي ضمنها مصطفى الخلفي مساعدا أولا وهشام الإدريسي مدربا للحراس وحسن اللوداري مدربا للياقة بدنية و ياسين المحلل عبر الفيديو و آخرون …
ثانيا ، ثقوا بي انه لولا تفهم المسؤولين الأردنيين و وعيهم التام بشؤون الكرة و تسييرها و سياساتهم الحكيمة ، لسار عموتة وقتها مع تيار الفشل نحو الهاوية و لانتهى منذ البداية ، يوم كان لا يحصد سوى النتائج الوخيمة المقلقة و المهيجة ..
.. واييييييه هذا واقع و حقيقة . لقد عشت أسى تلك المرحلة المؤلمة في دروب و شوارع و أزقة و عبر طاكسيات عمان ، و في مختلف المراكز التجارية و في المقاهي ومع صحفيين .. كم قاومت خلال تلك العثرة ..
.. كلما تحدثت معهم و عرفوا أنني صحفي مغربي إلا و دخلت معهم في نقاش و جدال عن فشل عموتة ..
.. أجل ، من حقهم أن يطالبوا وقتها برحيل عموتة في غياب النتائج الإيجابية ، كما كان واجبا علي حينها ان أدافع عن مدربنا و محبوبنا المغربي عموتة و عن باقي مساعديه من أبناء وطننا في اللجنة الفنية و أنا ممن هو مؤمن و واثق من كفاءات مدربينا ، حاملا على الدوام شعار الدفاع عن الأطر المغربية المجتهدة ..
.. الحمد لله بفضل المسؤولين من أعلى مستوى بالأردن تمكن عموتة من مواصلة درب الجهاد إلى ان وفقه الرب العظيم فنال المبتغى و العلا ..
.. تساؤلاتي الحالية ، هل بعد ذلك التعاضد و التآزر و تلك المساعدات القيمة المقدمة من طرف المسؤولين الأردنيين من أعلى مستوى لعموتة ، و بعد أن وقف على رجليه بعدما كان ساقطا و كسب شهرة عالمية ، سيمسح إطارنا المغربي في الأردن و سيتخلى عن تدريب منتخب النشامى ؟ ..
.. أين سيرحل ؟ .. ما هي محطته القادمة ؟ .. بم سيعوض منتخب الأردن و العز و الشهرة ؟ ..
.. إن كان بالوداد الرياضي كما تتداوله بعض المصادر فهذا في رأيي خطأ كبير و سقطة أخرى لا أبغيها لأخي عموتة !!!.
.. بالتأكيد أمرر له هذه النصيحة .. افضل أن يبقى في الأردن و لا يغامر مع الوداد …
.. واثق من أنه مع الوداد سيدخل تلك الطاحونة التي تأتي على الأخضر و اليابس .. سيلج ذلك المحيط الذي أراه لن يعرف إستقرارا فنيا محكما مادام يفتقد إلى الساس و الصح ..
نعم . يفتقد إلى مسيرين كبار مؤهلين ، و إلى تنظيف تام لمحيطه من الدخلاء و الرويبضة و الساعين للمصالح الشخصية من دون إفادة راسية ..
.. سأترككم و قد ادليت بهذا الرأي و الوقت بيننا .. إن سارت الأمور وفق المخطط الرائج فعموتة خاسر على الوجهين و اللهم أني قد بلغت ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=24905