قهوة الصباح/ سعيد عقادي… الحق دائما يعلى و لا يعلى عليه .. ثقوا بي انه مهما زخرفوا الباطل و زركشوه و ألبسوه الذهب و الفضة و المجوهرات و أجلسوه على أريكة من ماس فلا بد لليل ان ينجلي ..
.. أتذكر اليوم ، تلك الحرب التي دخلتها لوحدي منذ ان تولى الطاقم التقني المغربي عموتة ، الخلفي ، الإدريسي ، لوديي و ياسين الإشراف عن تدريب و تأهيل منتخب الأردن الشقيق ، و ذلك في مواجهة الملايين من الأردنيين الذين كانوا ضد عموتة و طاقمه بسبب النتائج السلبية المحققة آنذاك …
.. كنت واثقا وقتها في الله عز وجل ، و في كفاءاتي و خبراتي و تجاربي .. سلاحي ثقب نظرتي و ما راكمته خلال سبع عقود من ترويض للكرة و من تتبع و دراسة لهاته المستديرة .
.. أتذكر حين خسر الأردن كل مبارياته الحبية و الطاقم المغربي هو المسؤول عن المنتخب بعد ان كان بارزا و مسيطرا مع المدرب العراقي السابق عدنان حمد ..
.. حينها كنت في ساحة الوغى لوحدي اركض ..افكر وادبر و اقدر و أواجه الملايين من الجماهير الرياضية الأردنية و هم يرمون بكل ما لديهم من نقد و لوم و عتاب في وجه اطرننا لان الأردن لم تقفز سوى من خسران إلى خسران و كان حسبنا الله هو نعم الوكيل .
..كان الكل ينتقد إلا عبد ربه .. كنت وحيدا في الضفة الأخرى صامدا و أواجه ..
.. كم طلبت من الجماهير الأردنية التشبت بالصبر و التمكين .. كم طالبتهم بإعطاء المزيد من الوقت للطاقم التقني المغربي لأن منتخبهم في طريق التكوين و عموتة يعرف جيدا ما يخطط و ما يريد ..
.. جاءت مباراة من إقصائيات كأس العالم القادمة شهر نونبر الماضي جمعت الأردن بمنتخب المملكة العربية السعودية في عمان . كنت على المدرجات في عين المكان اتفرج .. حضرت المباراة و شجعت الأردن فمني الأردن مرة أخرى بهزيمة نكراء و كم غرقت في تلك الوحلة و مع ذلك صمدت و سايرت و توسلت الى من يخيب من لا يرجاه ..
.. كنت اول صحفي يتدخل في الندوة الصحفية مباشرة بعد المباراة في عمان و حللتها التحليل المطلوب حتى لا يتكتل الغاضبون عن عموتة فنجحت .
.. صبر الجمهور الأردني و قاول عموتة و الخلفي و الادريسي و لوديي و سمير . و المثير للطرح ايضا و وجبت الإشارة اليه ، هو عظمة الاتحاد الأردني و سعة صدر و حكمة الأمير المسؤول حفظه الله و سدد خطاه .. كانوا في مستوى رياضي علمي راق و لم يجروا مع تيار الجماهير .. تشبتوا بعموتة و ساعدوه ايام السقطات و هم يعرفون مستواه و يدركون انه في نهج صحيح و لا بد ان يبرز بقوة في المستقبل القريب .
.. كنت سأحضر نهائيات كأس آسيا بعد ان تلقيت دعوة . لكن الكل نصحني ألا اتغيب عن كأس إفريقيا للأمم على اساس اننا كنا ننوي ان نعود بالكأس و ما شاء الله كان .
.. الجمهور الأردني صبر .. الطاقم التقني المغربي وصل .. الآن الحمد لله في نصف النهاية و هي نتيجة جد ايجابية .
.. افتخر بالأردن الشقيق .. اعتز بعموتة و الخلفي و لوديي و الإدريسي و سمير محلل المباريات .. اشكر الاتحاد الاردني عن سياسته الحكيمة في تدبير و تسيير الكرة الاردنية .. أحمد الله لكوني ساهمت في هذا الإنجاز بافكاري و بمهمتي الصحفية . و المزيد ان شاء الله من التفوق و لننتظر نصف النهاية.
المصدر : https://akadinews.com/?p=23891