ديوان شكيب التازي مصانو FAScinations، الصادر عن دار النشر “مرسم”، يطرق أبواب القلوب قبل المسامع، ليس فقط لجمال مباني قصائده ورونقها، بل أيضا لعمق المعاني والدلالات التي تسبر أغوار النفس البشرية. لقد استطاع الشاعر شكيب التازي مصانو أن يستكنه من خلال أبياته، و بلغة فرنسية تنبعث منها كل ألوان الجمال، خلجات النفس البشرية و تقلبات الروح وآهات الذاكرة ولذاتها، فاستحالت تلك الابيات عبقا يغمر قراءه وشغفا يثمل به كل عاشق للحرف مقتف للقوافي. ولأن الشعر إمام القول وسيده، لم يكن أمثل للتعبير عن تيمة العشق بكل أشكاله وتلاوينه من شاعر فذ يقبض على المعاني قبضا، فيخرجها كلمات فواحة يمسك بعضها بتلابيب بعض، مشكلة بذلك وحدة أخاذة للألباب خلابة للأفئدة. ولقد كان الشاعر شكيب التازي مصانو من طينة هؤلاء الشعراء الفحول، تجسد قصائده الواقع وترسم تضاريسه حتى ليكاد القارئ يمسكها باليد مسكا. يسير بنا الشاعر في أزقة مدينة فاس العتيقة، ماسكة بأيادينا كلماته وقوافيه، نرى من خلالها عبق التاريخ وجمال العمران. نصحب الشاعر في ذكرياته المتراكمة والمترامية الأطراف في حضن المدينة العتيقة و أسوارها العالية العصية على النسيان. ويا للوفاء والحب الذين يكنهما الشاعر لهذا المكان الزاخر بالأحداث. ولأن شاعرنا سليل عائلة عريقة ونجل الموسيقي الفذ، المرحوم محمد التازي مصانو، فإن شعره مفعم بالمشاعر الجياشة والأحاسيس النبيلة. فمن قصيدة إلى أخرى، ينشد السعادة والحب، ينثرهما في مسيره نثرا ويبنيهما صرحا تتهاوى أمامه كل دعوات البغضاء وتنكسر عليه كل أغلال الشحناء. إن هذا الديوان الذي نسجته أنامل شاعرنا بنسيج الحب، ثم سمكت معانيه وأرست دعائمه، إنما هو بمثابة ملجأ يلوذ به كل تائه يبغي سكون الروح وطمأنينتها، ويأنس به كل عاشق مرهف الإحساس.
حقيق بكل عشاق الكلم العذب والنظم المتين أن يقرؤوا هذا الديوان.
خالد حمودي
( أستاذ مبرز في الترجمة،
ثانوية مولاي ادريس بفاس)
المصدر : https://akadinews.com/?p=22587