أصبح الوصف أو التعليق الرياضي في السنوات الأخيرة مجالا الاستلاب اللغوي. كان لزاما أن يحترم الواصف أو المعلق اللغة أو اللهجة التي يستعملها. عربية كانت أو أمازيغية أو لهجة عامية. وأن يتحدث عما يدور أمامه، ولابأس من أن يبحث عن معلومات يرفع بها قامة وقيمة وصفه او تعليقه. معلمات تتعلق بالتظاهرة التي يصف جانبا من فعالياتها أو بالرياضيين المشاركين أوحتى بزمان التظاهرة وأزمنتها الفائتة، ومكانها وأمكنتها في دورات سابقة.
انطلق في الأمثلة من كلمة دورة، فالزمن يعود في دورات وليس في نسخ . يقولون خطأ كأس العالم في نسخته كذا، فالنسخة لغويا تعني صورة طبق الأصل، بدون أي تغيير او تلوين تنسخ دورة كما هي، والا فلن تكون نسخة ، يقول تعالى في سورة الجاثية الٱية 29: ” هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون” استنساخ نسخة كما ينطق بها الكتاب، بلا تغيير ولا زيادة أو نقصان. والأكيد أن ليس هناك دورة لتظاهرة رياضية تشبه دورة قبلها ولا بعدها أبدا . لا من حيث المكان ولا الزمان ولا المشاركين ولا الفعاليات ومستواها ، ولا النتائج…اذن فالأمر لا يتعلق بنسخة . والتسمية الأكثر قربا من الواقع هي دورة. لأنها تسمية تتناغم مع توالي السنين، فالسنة نفسها دورة كاملة للأرض حول الشمس. وكل شيء في الكون يدور ولا يستنسخ . فما أن نطق زميل- وغالبا من الشرق- ب “نسخة” حتى التقطها الجميع دون أدنى مناقشة !
المصدر : https://akadinews.com/?p=15497