قهوة الصباح/سعيد عقادي.
و انا احتسي قهوة هذا الصباح خطر ببالي الراپور طه فحصي الملقب بـطوطو ، و من منا لا يعرف اليوم طوطو ..
طوطو ذو الشخصيتين البارزتين في رأيي .. طوطو الذي أذنب و أدين .. و طوطو تلك الشخصية المعترفة بذنبها ، التائبة ، المعتذرة في ذلك اليوم الوضاح . و لارجع بكم اخواني أخواتي الى الوراء و بالضبط الى وقت حدوث تلك الفاجعة الموجعة لأذكركم ، و هذا ما كنا قد سجلناه .
كنت و طاقم جريدة عقادي نيوز و من هم من جيلي في المجتمع المغربي ضمن الأوائل الذين استنكروا ما قام به طوطو من أفعال في ذلك اليوم التاريخي على تلك المنصة الخالدة ، و على ما صدر منه من أقوال جريحة المت و احزنت و بينت ما بينت ، سيما و اننا عشنا و الحمد لله عكس ذلك .. عشنا محافظين متمرغين في الفضيلة و المعاملة الطيبة و الأخلاق العالية و التربية الإسلامية الرائعة ..
.. استنكرنا ذلك . و لم نكن نتوقع ابدا ان احدا من اصلابنا قد يتجرأ و يظهر لنا يوما بذلك المظهر اللعين الممقوت الذي لم نتلقاه و لم نسمع به ابدا عن سلفنا الصالح ، و لم نقرأ عنه على مر حياتنا لا في صحيفة و لا في كتاب و لا في أي ديوان ..
.. استنكرنا و عاتبنا و لمنا الجميع ، و حكمنا على انفسنا بأن الخطأ لم يكن لا بخطإ طوطو أو مساعديه ، و لا حتى من وفر لهم تلك الفرصة ..
.. شخصنا الداء بكل جرأة واعتراف و صراحة في ضعف و هزالة المخطط التربوي الذي رسمناه من اجل تكوين أجيال صاعدة تكون خير خلف ، و هذا ما لم يتحقق و للاسف ..
..حملنا المسؤولية للحكومة جمعاء ، لوزارتي التعليم و الشباب ، للأحزاب و للجمعيات ، لدور الشباب و للأولياء و الآباء .. قلنا ، اننا جميعا شركاء فيما وصلنا اليه اليوم ، و الكثير من الصاعدين متمردين ساخطين منحرفين مائلين للعنف و للرذيلة المؤثرة العوجاء . و أقرب دليل عن كل هذا ، ما نعيشه اليوم من عنف منبوذ كالذي سجلناه مؤخرا بعد مباراة الديربي بين الوداد و الرجاء ، و ما أصبحنا نلمسه يوما عن يوم من اعتداءات مؤلمة على رجال الأمن الساهرين عن سلامتنا و أمننا و استقرارنا و عيشنا الهادئ المريح .
.. اتحدث هنا عن طوطو ، و بقدر ما واخذته و لمته ، بقدر ما استحسنت رجوعه عن غيه و اعترافه بذنبه و تقديم عذره ، سائلا العلي القدير أن يكون حقا قد تاب توبة نتمنى ان تكون نصوحة ، و ان يهديه و يجعل منه فنانا في طاعة الله و رسوله و الدعوة إلى شريعتنا السمحاء .
.. فاذا كان كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .. و اذا قالت العرب : « الاعتراف بالذنب فضيلة » ، و علماء النفس يقولون إن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من قوة الشخصية للاعتذار ، حيث يجب أن يكون لدى المرء إيمانٌ عميقٌ جدّاً بالعديد من المبادئ الأخلاقية والقيم النبيلة لكي يتقدم باعتذار صادق . فإن الغفور الغفار يجزم : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .
..خلاصة الحدث . درس و عبرة لطوطو و لنا جميعا .
.. و هذا الاخير الآن امام القضاء بتهم اخرى ، ما نرجو و نتمناه ان يصدر عفوا و صفحا بعد الاعتراف و التوبة و الله سبحانه يأمر رسوله : فاصفح عنهم و قل سلام ، فسوف يعلمون – الزخرف 89 ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=14669