قهوة الصباح / سعيد عقادي
مهما تنوعت الشروح و تعددت التصريحات و تفرعت الاقاويل محاولة منها ان تغطي المستور . فهناك بالفعل أزمة دبلوماسية بين الرباط و باريس شئنا ام كرهنا .. أزمة لم يسبق لنا ان سمعنا بها أو توقعنا انها ستصل إلى ما وصلت اليه اليوم من مستوى ضيق ينفث السموم من كل جانب . و المؤسف انها اضرت بكل عزيز قريب مقتدر .
.. فبقدر ما اضرت هذه الضائقة و المت و عرقلت و اججت لهيب الخصام و الصراع و كدرت الود و اواصر التاريخ و المحبة و الوئام ، طرحت العديد من التساؤلات و الاقتراحات ، و ابرزت الكثير من الإشاعات و بوادر توسيع الهوة بين البلدين الشقيقين .. نعم . شقيقين ، ولا جدال أو شك أو فن مراوغة .
و دون أن ادخل في البحث او التشريح في أعماق الأسباب الحقيقية لهذا التباعد و الخصام و انا على دراية تامة من ان هذه السحابة واهية ، سهلة الذوبان ، ستنمحي في الايام القليلة الاتية ، كم توقفت مع نفسي و تسائلت كيف ان بعض المسؤولين الفرنسيين مع احتراماتي لشخصهم سلكوا تلك المسالك المسدودة ، لعبوا ذلك اللعب الخطير عليهم ، المؤدي بهم الى المشاكل و العراقيل الملفوفة بمخاطر تنهي الى سقطة بالضربة القاضية ..؟ .
.. انطلقوا في هجومهم بتعقيد مساطر التاشيرات ، ففرقوا بين المرء و زوجه ، وبين الآباء و أبنائهم ، و بين الإخوان و الاخوات ، و بين الاحبة و الاعزاء و بين ذوي القربى و الارحام ..
.. فكم من مرة تسائلت و تسائلت هل هذه هي فرنسا التي نعتبرها بلدنا الثاني ؟ .. هل هذه هي فرنسا التي ضحى اجدادنا و آباؤنا من أجلها في الحرب كما في السلم لافرق لديهم بين ايام العسر واليسر . و كل هذا في شبابهم كما في شيخوختهم ؟ .. هل هذه هي فرنسا التي بها اليوم ابناؤنا و احفادنا بجنسية فرنسية يصرخون باعلى أصواتهم # عاش فرنسا # عاشت فرنسا التي على أرضها نعيش و نحيا و من أجلها نضحي و نموتحتى و لو ان الاصل مغاربة .
.. انطلق بعض الفاشلين سامحهم الله من ورقة التأشيرة فوجدوا عواقبها وخيمة . فانتقلوا الى المس بمقدساتنا حسب ما هو مشاع و يطبل به زارعو الفتنة من أجل توسيع الهوة .
.. على اي . هي أخطاء ارتكبت و الصلح قادم ، و تحسين العلاقات الى الأفضل ساطع ..
.. زلزال احدثه المسؤولون بفرنسا حاليا على مستوى الهيئة الدبلوماسية الفرنسية في السفارة بالرباط و في مختلف قنصليات فرنسا بالمغرب ..
.. زلزال سيعطي انطلاقة أخوية جديدة بدماء حمراء نقية و بوثيرة اكثر سرعة وفعالية .. نعم . هذا ما سيتم لان فرنسا لا يمكنها ان تعيش و المغرب بعيد عنها . ليس كشريك ، و انما كاخ حميم لصيق بها ..
.. و المستقبل يطل علينا بخيره ما ننتظره في الايام القليلة القادمة ان تخرج فرنسا من قوقعتها ، تعترف اعترافا علانية بقضيتنا الوطنية الي هي قضيتهم و الشعبين شعب واحد .
.. و الازمة قائمة . ما نحن واثقون منه في عزها ان المغرب قوي بتلاحمه .. متماسك بالروابط القوية التي تجمع بين شعبه و ملكه و صحرائه . و انه لن يتخلى عن فرنسا و مصالحها رغم ما يحدث في الاونة الاخيرة من تغييرات في القرارات السياسة الخارجية .
المصدر : https://akadinews.com/?p=12561